وقال أحمد بن سعيد الرباطي: سمعت عبد الرزاق قال: سأل سندي مالكا عن مسألة فأجابه، فقال: أنت من الناس أحيانا تخطئ وأحيانا لا تصيب، قال: صدقت، هكذا الناس، ففطنوا مالكا فقال: عهدت العلماء لا يتكلمون بمثل هذا.
وقال يحيى بن بكير: قلت لمالك: إني سمعت الليث يقول: إن رأيت صاحب كلام يمشي على الماء فلا تثقن به، فقال مالك: إن رأيته يمشي على الهواء فلا تأمنن ناحيته، ولا تثقن به.
النجاد: حدثنا هلال بن العلاء: قال: حدثني أبو يوسف الصيدلاني قال: سمعت محمد بن الحسن الشيباني قال: كنت عن مالك فقال لأصحابه: انظروا أهل المشرق فنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب، إذا حدثوكم فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، ثم رآني فكأنه استحيى فقال: يا أبا عبد الله أكره أن تكون غيبة، كذا أدركت أصحابنا يقولون.
فهذه الحكاية عن مالك يريد بها من لم تثبت عدالته منهم، فإنه بلا ريب مجهول الحال فلا يعتمد عليه، ومن علم كذبه رد خبره، أما من ثبت صدقه، وإتقانه فهم كعلماء المدينة، فلمالك نظراء في أهل المشرق مثل: شعبة، وحماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ولشيوخ مالك نظراء كمنصور، والأعمش، وقتادة، وللقاسم، وسالم، وعروة نظراء في الجلالة كالشعبي، والنخعي، ومحمد بن سيرين، نعم، الكذابون يندرون بالحجاز ويكثرون بالعراق.
قال البوسنجي: سمعت عبد الله بن عمر بن الرماح قال: دخلت على مالك فقلت: يا أبا عبد الله ما في الصلاة من فريضة، وما فيها من سنة؟ فقال مالك: هذا كلام الزنادقة أخرجوه.
وقال أشهب: كنت عند مالك فسئل عن البتة فقال: هي ثلاث، فأخذت ألواحي لأكتب فقال: لا تكتب فعسى في العشي أن أقول إنها واحدة.
وقال معن بن عيسى: سمعت مالكا يقول: إنما أنا بشر أخطئ وأصيب، فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوا به، وما خالف فاتركوه.
إسماعيل بن أبي أويس: حدثني مالك قال: لما أراد يحيى بن سعيد أن