للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثالث، وقد قبلت بعض الكتب في الكنائس الشرقية كالرسالة إلى العبرانيين، بينما رفضها أتباع الكنائس الغربية، وقبلوا رؤيا يوحنا اللاهوتي. (١)

[ترتيب الأسفار المقدسة ودلالته]

وكما وقع الخلاف في إلهامية بعض الأسفار وقع الخلاف في ترتيب هذه الأسفار في العهد الجديد، وهذا الخلاف مهم، إذ كلٌ رتب الأسفار حسب ما يعتقد لها من قيمة وقداسة وأهمية، فالخلاف في الترتيب خلاف في قيمة الأسفار.

وأقدم قائمة رتبت الأسفار كانت في أواسط القرن الرابع قائمة أثناسيوس ٣٦٧ م، وكان ترتيبه كالتالي: الأناجيل ثمَّ أعمال الرسل ثمَّ الرسائل الكاثوليكية ثمَّ رسائل بولس ثمَّ سفر الرؤيا.

ثمَّ أصدر مجمع روما ٣٨٢ م ترتيبًا آخر، تلا الأناجيل فيه رسائل بولس ثمَّ رؤيا يوحنا ثمَّ الرسائل الكاثوليكية السبعة، وأما الترتيب الحالي فكان من قرارات مجمع ترنت ١٥٤٦ م. (٢)

وهكذا تبيّن لنا من خلال استعراض مسيرة الأناجيل تأليفًا وتقديسًا، أن تقديس هذه الكتب عمل بشري لا يستند إلى دليل من هذه الكتب، بل هو قرار اختلفت فيه المجامع حتى أُقر، ولو كان من الوحي لما اختلفت فيه المجامع، ولما احتاج إلى قرار كنسي ليصبح مقدسًا ووحيًا إلهيًا. (٣)

[المبحث الثالث: الأسفار الغير قانونية (أبو كريفا)]

تناولنا بشيء من التفصيل الأناجيل الأربعة، على اعتبار أنها الأناجيل المعتمدة والتي عليها المسيحيون على اختلاف طوائفهم.

فهل يا ترى يوجد أناجيل غير هذه الأربعة؟ إنه سؤال حيوي وهام جدًّا، والإجابة عنه ستعطي المزيد والمزيد على القصور الذي أصاب سند الأناجيل بوجه عام.

هذا الموضوع تناوله كثير من علماء المسيحية، وأعلنوها صراحة، إذ يقررون ويعترفون أنَّه


(١) انظر: هل العهد الجديد كلمة الله؟ (١٠٤)، إظهار الحق (٢/ ٣٨١).
(٢) محاضرات في مقارنة الأديان، إبراهيم خليل أحمد (١٧).
(٣) هل العهد الجديد كلمة الله (١٠٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>