للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عقلًا وصدق القائل حين قال:

وإذا السعادة لاحظتك عيونها ... نم فالمخاوف كلهن أمان

وهذا ما ظهر أثره في الخارج، فقد كان أنبياء الله تعالى ورسله عليهم الصلاة والسلام محفوظي الظواهر والبواطن من التلبس بمنهي عنه ولو نهي كراهة أو خلاف الأولى.

إن عصمة النبي - صلى الله عليه وسلم - جزء لا يتجزأ من عقيدتنا وأصل من أصول الإيمان والإسلام وهي عقيدة لا تنفك عن شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، والطعن في هذه العصمة طعن في هذه الشهادة، ولما لا وهي دليلنا على حجية الوحي الإلهي (قرءانًا وسنة) وهي دليلنا على الاقتداء الشامل برسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

إن عصمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التبليغ لها دلالتها وأهميتها في حجية كل ما يبلغ عن ربه - عَزَّ وَجَلَّ - من الوحي سواء كان متلوًا من القرآن الكريم، أو غير متلؤا من السنة النبوية المطهرة ومن هنا ترى علماء الأصول تناولوا العصمة في مباحث السنة الشريفة، نظرًا لشدة التصاقها بها حيث تتوقف حجية السنة المطهرة، بل والقرآن الكريم أيضًا على عصمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأن القرآن الكريم والسنة الشريفة، عليها دليل شرعي يجب العمل به.

ومن المعلوم أن العصمة سبيل الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فالعصمة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وأوامره، ونواهيه، مما هو ليمس من باب البلاغ، مما كان في أمور الدنيا وأحوال نفسه الشريفة، لها أيضًا دلالتها على الاقتداء به.

وعصمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الكبائر والصغائر في أقواله وأفعاله مما ليس سبيله البلاغ دل عليها القرآن الكريم، والسيرة العطرة، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة.

[ومن هذه الشهادات الربانية]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} [الأنعام: ٩٠] في كان - عَزَّ وَجَلَّ - أن يحث نبيه على الاقتداء والأسوة بأنبيائه ورسله إلا وهم معصومون في الصغائر، وقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: ٣١]، ووجه الاستدلال في الآيتين

<<  <  ج: ص:  >  >>