للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدوث الطوفان بالنسبة لسيدنا إبراهيم أيضًا فيرجع بتاريخ حدوث الطوفان إلى ٢٩٢ سنة قبل مولد سيدنا إبراهيم.

ووفقًا لما ورد بسفر التكوين نجد أن الطوفان قد امتدت آثاره لتشمل كل الجنس البشري وكل المخلوقات الحية التي خلقها الله على سطح الأرض باعتبار أنها قد تم تدميرها جميعًا. وبذلك تكون البشرية قد أعادت تشكيل نفسها من خلال أبناء سيدنا نوح الثلاثة وزوجاتهم مما ينتج عنه أنه عندما ولد سيدنا إبراهيم بعد حوالي ثلاثة قرون فهو قد وجد البشرية قد أعيد تشكيلها إلى مجتمعات منفصلة. (١)

رابعًا: قصة توراتية بلا مصداقية:

السؤال هو: كيف يتسنى لمثل هذه التجمعات البشرية الكبيرة التعداد كتلك التي كانت موجودة في عصر سيدنا إبراهيم أن توجد في غضون ثلاثة قرون فقط؟ إن مثل هذه الملاحظة البسيطة تسلب هذه النصوص التوراتية عن قصة الطوفان كما أوردتها التوراة كل مصداقية تمت إلى الحقيقة بأي صلة.

وبالإضافة إلى ذلك نجد أن المعلومات التاريخية المتاحة لنا تثبت استحالة اتفاق هذه الرواية التوراتية عن الطوفان مع الحقائق العلمية التاريخية في هذا الصدد.

إن العصر الذي عاش فيه سيدنا إبراهيم قد تم تحديده بالسنوات من سنة ١٨٠٠ قبل الميلاد إلى ١٨٥٠ سنة قبل الميلاد أي بفارق حسابي بسيط لا يزيد على خمسين سنة). فإذا كان الطوفان قد حدث قبل ثلاثة قرون من وجود سيدنا إبراهيم كما يقرر ذلك سفر التكوين عند ذكره للأنساب ينتج عن ذلك أن الطوفان قد حدث في القرن الحادي والعشرين أو القرن الثاني والعشرين قبل الميلاد. ولكن في ذلك العصر وقبل ذلك العصر وبعد ذلك العصر في حياة متصلة الحلقات عاشت حضارات بشرية ظلت آثار حياتها موجودة على سطح الأرض كما تؤكد ذلك الدراسات العلمية التاريخية الحديثة.


(١) المصدر السابق ٦٨ - ٦٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>