للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لمحمد ولا لآل محمد" (١).

قال ابن تيمية: "وأما تحريم الصدقة فحرمها عليه وعلى أهل بيته تكميلًا لتطهيرهم، ودفعًا للتهمة عنه، كما لم يورث، فلا يأخذ ورثته درهمًا ولا دينارًا" (٢).

[٦ - حق العلماء]

إن مكانة العلماء في الإسلام مكانة عالية وغالية، فلقد رفع الإسلام شأنهم، وأعلى قدرهم، وصان حقهم، نطقت بذلك آيات القرآن والأحاديث والآثار.

فمن الآيات: قوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: ١٨]، وقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: ١١]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨].

ومن الأحاديث:

١ - عن معاوية - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين" (٣)

٢ - وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه -: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فَضْلَ الْعَالمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ وَإِنَّ الْأَنبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ". (٤)

ومن الآثار: سئل ابن المبارك: من الناس؟ فقال: العلماء، قيل: فمن الملوك؟ قال: الزهاد، قال: فمن السفلة؟ قال: الذين يأكلون الدنيا بالدين.

وقال يحيى بن معاذ الرازي: العلماء أرحم بأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من آبائهم وأمهاتهم قيل: وكيف ذلك؟ قال: لأن آباءهم وأمهاتهم يحفظونهم من نار الدنيا وهو يحفظونهم من نار الآخرة. (٥)


(١) مسلم (١٠٧٢).
(٢) مجموع الفتاوى (١٩/ ٣٠).
(٣) البخاري (٧١)، مسلم (١٠٣٧).
(٤) الترمذي (٢٦٨٢)، ابن ماجه (٢٢٣)، وصححه الألباني في صحيح ابن ماجه (١٨٢).
(٥) موسوعة الحقوق الإسلامية (٦٤٤ - ٦٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>