للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جرير: قال فرعون للسحرة إذ آمنوا بالله يعني: صدقوا رسوله موسى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لما عاينوا من عظيم قدرة الله وسلطانه (آمنتم) يقول: أصدقتم بموسى وأقررتم بنبوته قبل أن آذن لكم بالإيمان به؟ (إن هذا) يقول: تصديقكم إياه وإقراركم بنبوته (لمكر مكرتموه في المدينة) يقول: لخدعة خدعتم بها من في مدينتنا لتخرجوهم منها. (١)

الموضع الرابع: قال تعالى: {فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ (٣١)} [يوسف: ٣١].

عن ابن إسحاق قال: لما أظهر النساء ذلك من قولهن: تراود عبدها؛ مكرا بها لتريهن يوسف وكان يوصف لهن بحسنه وجماله، فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئًا. (٢)

وهكذا باقي الآياتِ في مكر هؤلاء تدور حول الخداع، والتضليل، والتدبير للمؤمنين لإيقاعهم في الباطل أو قتلهم.

- قال تعالى: {ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (١٠٢)} [يوسف: ١٠٢]، وقال تعالى: {أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظَاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣)} [الرعد: ٣٣]، وقال تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَال (٤٦)} [إبراهيم: ٤٦].

- وقال تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (٢٦)} [النحل: ٢٦].


(١) تفسير الطبري ٩/ ٢٣.
(٢) تفسير الطبري ١٢/ ٢٠١، وابن كثير ٢/ ٤٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>