للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذَا الْكَلَامَ قَالُوا: "هذَا بِالْحَقِيقَةِ هُوَ النَّبِيُّ آخَرُونَ قَالُوا: "هذَا هُوَ الْمَسِيحُ! ". وظهر من هذا الكلام أيضًا

أن النبي المعهود عندهم كان غير المسيح، ولذلك قابلوا بالمسيح. (١)

[القاعدة الرابعة]

ادّعاء أن المسيحَ خاتمُ النبيين ولا نبي بعده باطل، لما عرفت في القاعدة الثالثة أنهم كانوا منتظرين للنبي المعهود الآخر الذي يكون غير المسيح وإيلياء عليهم السلام، ولما لم يثبت بالبرهان مجيئه قبل المسيح فهو بعده، ولأنهم يعترفون بنبوة الحواريين وبولس؛ بل بنبوة غيرهم أيضًا.

وفي سفر أعمال الرسل (١١: ٢٧): "٢٧ وَفِي تِلْكَ الأَيَّامِ انْحَدَرَ أَنْبِيَاءُ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْطَاكِيَةَ. وَقَامَ وَاحِدٌ مِنْهُمُ اسْمُهُ أَغَابُوسُ، وَأَشَارَ بِالرُّوحِ أَنَّ جُوعًا عَظِيمًا كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَصِيرَ عَلَى جَمِيعِ الْمَسْكُونَةِ، الَّذِي صَارَ أَيْضًا فِي أَيَّامِ كُلُودِيُوسَ قَيْصَرَ. "فهؤلاء كلهم كانوا أنبياء على تصريح إنجيلهم، وأخبر واحد منهم اسمه أغابوس عن وقوع الجدب العظيم. (٢)

[القاعدة الخامسة.]

الإخبارات التي نقلها المسيحيون في حق عيسى - عليه السلام - لا تصدق عليه، على تفاسير اليهود وتأويلاتهم، ولذلك هم ينكرونه أشدّ الإنكار، وعلماء المسيحية لا يلتفتون في هذا الباب إلى تفاسيرهم وتأويلاتهم ويفسرونها ويؤولونها بحيث تصدق في زعمهم على عيسى - عليه السلام -.

وكما أن اليهود ادّعوا في حق بعض الإخبارات التي هي في حق عيسى - عليه السلام - على زعم المسيحيين أنها في حق مسيحهم المنتظر، أو في حق غيره أو ليست في حق أحد، والمسيحيون يدّعون أنها في حق عيسى - عليه السلام - ولا يبالون بمخالفتهم، فكذا نحن لا نبالي بمخالفة المسيحيين في حق بعض الإخبارات التي هي في حقَّ محمدّ - صلى الله عليه وسلم - لو قالوا إنها في حق عيسى


(١) المصدر السابق (١٠٨٥).
(٢) المصدر السابق (٤/ ١٠٨٥ - ١٠٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>