للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن (موريس) لم يهنأ له قرار، ولم يهدأ له بال منذ أن هزَّه الخبر الذي يتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة.

فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكة السعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين، وهناك كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق. . . فقام أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى: {فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (٩٢)} [يونس: ٩٢].

لقد كان وقع الآية عليه شديدًا، ورجت له نفسه رجةً جعلته يقف أمام الحضور ويصرخ بأعلى صوته: (لقد دخلت الإسلام وآمنت بهذا القرآن).

رجع (موريس بوكاي) إلى فرنسا بغير الوجه الذي ذهب به، وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابق الحقائق العلمية والمكتشفة حديثًا مع القرآن الكريم، والبحث عن تناقض علمي واحد مما يتحدث به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤٢].

كان من ثمرة هذه السنوات التي قضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هزَّ الدول الغربية قاطبة، ورج علماءها رجًا، لقد كان عنوان الكتاب: (القرآن والتوراة والإنجيل والعلم. . . دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة). . . فماذا فعل هذا الكتاب؟ من أول طبعة له نفد من جميع المكتبات (١).

[الوجه الرابع: تناقض في التوراة حول غرق فرعون.]

فقد ورد في التوراة أن فرعون لم يغرق، وأنه موجود فيها ما يدل على غرقه، وهذا هو التناقض الذي نسبه إلى القرآن، ونسأله هو أن يوفق بين المعنيين المتناقضين، وما يجيب به في التوفيق يكون إجابةً لنا.


(١) (رحلة إيمانية مع رجال ونساء أسلموا) لعبد الرحمن محمود.

<<  <  ج: ص:  >  >>