وفي نص آخر تذكر التوراة حزنه على شعبه وعذرائها أورشليم، فيقول للنبي إرميا: وتقول لهم هذه الْكلمة: "لتذرف عيناي دموعًا ليلًا ونهارًا، ولا تكفّا أبدًا، لأنّ العذراء بنت شعبي سحقتْ سحقًا عظيمًا"(إرميا ١٤/ ١٧).
وتستمر المخازي في التشبيهات التوراتية، فتشبه الله عز وجل بالمرأة تارة، وبالزوج تارة، فقد جاء فيها:"لأَنَّ بَعْلَكِ هُوَ صَانِعُكِ، رَبُّ الجنُودِ اسْمُهُ، وَوَليُّكِ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ، إِلهَ كُلِّ الأَرْضِ يُدْعَى. لأنَّهُ كَامْرَأَةٍ مَهْجُورَةٍ وَمحَزونَةِ الرُّوحِ دَعَاكِ الرَّبُّ"(إشعيا ٥٤/ ١ - ٦).
ومثله أن الله خاطب أورشليم " وَكَفَرَحِ الْعَرِيسِ بِالْعَرُوسِ يَفْرَحُ بِكِ إِلهُكِ." (إشعيا ٦٢/ ٥).
٤ - ومن سيئ التشبيهات التوراتية تشبيه الله العظيم بالسكران يفيق من سكره، فتقول: "فَاسْتَيْقَظَ الرَّبُّ كَنَائِمٍ، كَجَبَّارٍ مُعَيِّطٍ مِنَ الخمْرِ. فَضَرَبَ أَعْدَاءَهُ إِلَى الْوَرَاءِ. جَعَلَهُمْ عَارًا أَبدِيًّا" (المزمور ٧٨/ ٦٥ - ٦٦) .. (١)
[المبحث الثاني: صفات الأنبياء في الكتاب المقدس]
تمهيد:
اصطفى الله - عز وجل - أنبياءه من بين سائر خلقه، وحباهم بأن جعلهم حمل دينه إلى الناس، وأسبق أقوامهم إليه، وجعل منهم قدوة للعالمين {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}(الأنعام/ ٩٠) وقال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ
(١) انظر: هل العهد القديم كلمة الله؟ (٧١ - ٩٠)، المسيحية ... دراسة وتحليل، ساجد مير (٢٨٥ - ٢٨٩)، المدخل لدراسة التوراة والعهد القديم، محمد علي البار (٢١ - ٤٠).