ولا شك في أن عرض جميع هذه الشهادات يحتاج كتابًا مستقلًا، وأكتفي هنا بعرض إحدى نتائج استطلاع أجرته مجلة وومان المرأة البريطانية، حيث ذكرت ٩٠% من النساء أنهن لا يرغبن مشاهدة أزواجهن يبكون أمام الناس. . . إن البكاء ضعف، والرجل ينبغي عليه ألا يضعف.
واعترضت ٩٢% من النساء على استعمال الرجل للأقراط، وامرأة واحدة فقط من كل عشرين امرأة كانت مرتاحة للشعر المستعار، إذا استعمله زوجها.
وقالت إحدى قارئات المجلة: إن كثيرًا من المجوهرات التي يتحلى بها الرجل تعني أنه مغرور بنفسه، وأنه رجل غامض ومحير.
وكانت الإجابة المثالية التي حظيت بإجماع المشاركات في الاستطلاع: إنني أريد رجلًا يبدو فعلًا رجلًا، وربما أتمنى الموت إذا رأيت زوجي يستعمل أدوات المكياج ويحمل حقيبة يد، أو يلبس المشد.
لا تريد المرأة إذن أن يكون الرجل شبيهًا بالمرأة، بل تريده رجلًا قويًا، تحتمي في قوته، وتأمن في حمايته، وتسكن في ظل قوامته.
[الوجه الثامن: أهمية القائد لأي تجمع بشره.]
ومما لا ينازع فيه عاقل أن الأسرة تجمع بين الجنسين، ومن مقتضى أمور الحياة أن كل تجمع لابد له من قائد ورئيس من بين أفراده؛ ليتولى مهام إصدار القرارات والإشراف على تنفيذها، ومهما تكن درجة الشورى والديمقراطية في التجمع فلا غنى له في النهاية عن القائد والرئيس الذي يوازن بين المشورات والآراء المعروضة عليه ليصدر من بينها قراره التنفيذي، فليست الشورى والديمقراطية في أعلى صور تحققها بمغنية عن منصب الزعيم القائد.
وقد حرص الإسلام على أن تكون روح النظام هي السائدة في المجتمع كله بسائر مرافقه، وفي كل الأحوال والظروف. وإنما يسود النظام في المجتمع بهيمنة ضوابط المسئولية فيه. ولن تُترجَم المسؤولية الفعلية إلا بوجود الأمير الذي إليه تعود مسئولية