ونلاحظ هنا الاختلاف بين الروايتين، حيث إنه لم يذكر هنا أن يهوذا تقدم إليه وقبله.
[٣ - متى حوكم المسيح؟]
وتذكر الأناجيل محاكمة المسيح، وتتفق في وصف الكثير مما جرى في أثناء المحاكمة، كاستفسار كبير الكهنة عن شخص الماثل بين يديه، وإجابته له أن ابن الإنسان عن يمين قوة الله، وأنه سوف يأتي في سحاب السماء. (لوقا ٢٢/ ٦٧ - ٦٩).
ولكنهم اختلفوا في موعد هذه الجلسة من جلسات المحاكمة، إذ يجعلها لوقا صباح الليلة التي قبض عليه فيها فيقول: "٦٦ وَلَمَّا كَانَ النَّهَارُ اجْتَمَعَتْ مَشْيَخَةُ الشَّعْبِ: رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ، وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَجْمَعِهِمْ ٦٧ قَائِلِينَ:"إِنْ كُنْتَ أَنْتَ المْسِيحَ، فَقُلْ لَنَا! "(لوقا ٢٢/ ٦٦ - ٦٧).
وأما الإنجيليون الثلاثة فإنهم يجعلون المحاكمة في ليلة القبض عليه، فيقول مرقس:
وتبع بطرس المسيح من بعيد ليرى محاكمته، وقد أخبره المسيح بأنه سينكره في تلك الليلة ثلاث مرات قبل أن يصيح الديك مرتين حسب مرقس "قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ مَرَّتَيْنِ، تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ"." (مرقس ١٤/ ٧٢) ومَرةً حسب الثلاثة، يقول لوقا: "إِنَّكَ قَبْلَ أَنْ يَصِيحَ الدِّيكُ تُنْكِرُنِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ"."(لوقا ٢٢/ ٦١)(انظر: متى ٢٦/ ٧٤، يوحنا ١٨/ ٢٧) وقد ذكر الثلاثة خلال القصة صياحًا واحدًا فقط، خلافًا لما زعمه مرقس، فقد ذكر صياحين للديك.
[٥ - أين تعرفت الجارية على بطرس أول مرة؟]
وأثناء متابعة بطرس للمحاكمة تعرف بعض الموجودين في المحاكمة عليه، وعرفوا أنه