ثانيًا: أنواع التوحيد: ثلاثة، وهي توحيد الربوبية، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأسماء والصفات.
١ - توحيد الربوبية: وهو توحيد الله بأفعاله. بأن يعتقد اعتقادًا جازمًا أن الله هو الرب المتفرد بالخلق والرزق والتدبير الذي ربَّى جميع الخلق بالنعم وربَّى خواص خلقه -هم الأنبياء وأتباعهم- بالعقائد الصحيحة، والأخلاق الجميلة، والعلوم النافعة، والأعمال الصالحة، وهذه هي التربية النافعة للقلوب والأرواح الثمرة لسعادة الدارين، فلا خالق إلا الله، كما قال تعالى:{اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ}(الزمر: من الآية ٦٢). ولا رازق إلا الله، كما قال تعالى:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا}(هود: ٦). ولا مدبِّر إلا الله، كما قال تعالى:{يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ}(السجدة: ٥). ولا محيي ولا مميت إلا الله، كما قال تعالى:{هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(يونس: ٥٦).
وقد قامت الأدلة الشرعية على وجوب الإِيمان بربوبيته سبحانه وتعالى، كما في قوله:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ}(الفاتحة: ٢)، وقوله:{أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ}(الأعراف: ٥٤)، وقوله:{هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا}[البقرة: ٢٩]، وقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ}[الذاريات: ٥٨]، وهذا النوع من التوحيد لم يخالف فيه كفار قريش، وأكثر أَصحاب الملل والدِيانات، فكلُهم يعتقدون أَن خالق العالم هو الله وحده، ومع ذلك لم يدخلهم في الإسلام.