ويتكون هذا السفر من ثمان وعشرين إصحاحًا، تتحدث عن الأعمال التي قام بها الحواريون والرسل الذي نزل عليهم روح القدس يوم الخمسين (٢/ ١ - ٤)، من دعوة ومعجزات، كما يتحدث في سهاب عن شاول ودعوته ورحلاته وقصة تنصره وبعض معجزاته.
وينسب هذا السفر إلى لوقا مؤلف الإنجيل الثالث حيث جاء في افتتاحيته:"١ الْكَلَامُ الأَوَّلُ أَنْشَأْتُهُ يَا ثَاوُفِيلُسُ، عَنْ جَمِيعِ مَا ابْتَدَأَ يَسُوعُ يَفْعَلُهُ وَيُعَلِّمُ بِهِ"(أعمال ١/ ١).
ولكن هذه الدعوى يشكل ويمنع من التسليم بها تناقض إنجيل لوقا مع سفر الأعمال في مسألة الصعود إلى السماء إذ يفهم من إنجيل لوقا أن صعود المسيح للسماء كان في يوم القيامة (لوقا ٢٤/ ١٣ - ٥١) وفي أعمال الرسل يتحدث عن ظهور المسيح بعد القيامة "أَرْبَعِينَ يَوْمًا"(أعمال ١/ ٣). وهذا الاختلاف يكذب الرأي القائل بأن كاتب الإنجيل والسفر واحد.
ثانيًا: رسائل بولس
وتنسب هذه الرسائل إلى القديس بولس، وتمتلئ بعبارات تدل على أنه كاتبها، وهذه الرسائل أربع عشرة رسالة.
وتصطبغ الرسائل أيضًا بالصبغة الشخصية لبولس، فهي ليست لاهوتية الطابع، بل رسائل شخصية لها ديباجة وخاتمة.
وليس ثمة إجماع على صحة نسبة هذه الرسائل إلى بولس، بل إن بعض المحققين يميل إلى أن أربع رسائل منسوبة إليه كتبت بيد بعض تلاميذه بعد وفاته بعشرين سنة كما ذكرت دائرة المعارف البريطانية.
ويشكك أرجن في شرحه لإنجيل يوحنا بجميع رسائل بولس المرسلة إلى الكنائس فيقول:"إن بولس ما كتب شيئًا إلى جميع الكنائس، والذي كتبه هو سطران أو أربعة سطور".
أما الرسالة إلى العبرانيين خصوصًا فكان النزاع حولها أشد، فحين تنسبها الكنيسة الشرقية إلى بولس فإن لوثر يقول بأنها من وضع أبلوس، بينما يقول تارتوليان المؤرخ في القرن الميلادي الثاني:"إنها من وضع برنابا"، ويقول راجوس (من علماء البروتستانت):