للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: الإسلام وبيان معناه.]

ويشتمل على المطالب الآتية:

[المطلب الأول: معنى الإسلام.]

لقد عُرف الإسلام بتعريفات عديدة ووصف بأوصاف كثيرة.

فمن مُعرِّف ببيان أركانه وذكر ما يحتويه. ومن معرف للإسلام بذكر صفة المسلم الذي ينطبق عليه صفات الإسلام، وغير ذلك من التعريفات.

ومن أشهرها تعريف النبي - صلى الله عليه وسلم - لما سأله جبريل - عَلَيْهِ السَّلَام - ما الإسلام قال - صلى الله عليه وسلم -: "الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتحجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا" (١). وعرف أيضًا الإسلام بأنه هو: الإيمان والطاعة (٢).

وقيل: الإسلام: هو الاستسلام لله وحده وهو أصل عبادته وحده وذلك يجمع معرفته ومحبته والخضوع له.

وهذا المعنى الذي خلق الله له الخلق هو أمر وجودي من باب المأمور به (٣).

فالإسلام: هو استسلام وطاعة؛ استسلام لله وللمنهج الذي وصفه وارتضاه للناس كافة، وطاعة لله ولرسوله؛ طاعة لله بالاستسلام لأوامر، وطاعة لرسوله باتباعه وعدم مخالفته.

والإسلام: مصدر أسلم وهو يأتي بمعنى خضع واستسلم، وبمعنى أدى؛ يقال أسلمت الشيء إلى فلان إذ أديته إليه، وبمعنى دخل في السلم وهو بالفتح والكسر بمعنى الصلح والسلامة وبالتحريك الخالص من الشيء.

قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (آل عمران: ١٩). فهو دين الحق.

فالمسلم الحقيقي ما كان خالصًا من شوائب الشرك بالرحمن، مخلصًا في أعماله مع الإيمان.

ذلك لأن الله شرع الدين لأمرين أصليين:


(١) مسلم (٨).
(٢) تفسير القرطبي (٤/ ٤٦).
(٣) مجموع فتاوى ابن تيمية (٢٠/ ١١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>