للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قليلًا ثم قمت، فدخلت بيتي ثم أمرت بفرسي فقيد لي إلى بطن الوادي، وأمرت بسلاحي فأخرج لي من دبر حجرتي، ثم أخذت قداحي التي استقسم بها ثم انطلقت فلبست لأمتي ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره (لا يضره). قال: وكنت أرجو أن أردّه على قريش فآخذ المائة الناقة. قال: فركبت على أثره فبينما فرسي يشتدّ بي عثر بي فسقطت عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره (لا يضره) قال: فأبيت إلا أن أتبعه. قال: فركبت في أثره فبينا فرسي يشتد بي عثر بي فسقطتُّ عنه. قال: فقلت: ما هذا؟ قال: ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره (لا يضره) قال: فأبيت إلا أن أتبعه فركبت في أثره. فلما بدا لي القوم ورأيتهم عثر بي فرسي فذهبت يداه في الأرض، وسقطت عنه ثم انتزع يديه من الأرض وتبعهما دخان كالإعصار، قال: فعرفت حين رأيت ذلك أنه قد مُنِع مني وأنه ظاهر، قال: فناديت القوم: فقلت: أنا سراقة بن جعشم: انظِروني أكلمْكم، فوالله لا أريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه، قال: فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر: قل له: وما تبتغي منا؟ قال: فقال ذلك أبو بكر قال: قلت: تكتب لي كتابًا يكون آية بيني وبينك، قال: اكتب له يا أبا بكر. (١)

[٧ - شيبة بن عثمان يحاول قتل النبي - صلى الله عليه وسلم -]

عن شيبة بن عثمان، قال: "لما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين قد عري، ذكرت أبي وعمي وقتل علي وحمزة إياهما، فقلت: اليوم أدرك ثأري من محمد، قال: فذهبت لأجيئه عن يمينه، فإذا أنا بالعباس بن عبد المطلب قائمٌ عليه درع بيضاء كأنها فضّة يكشف عنها العجَاج، فقلت: عمُّه ولن يخْذَلهُ، قال: ثم جئته عن يساره فإذا أنا بأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فقلت: ابن عمّه ولن يخذلَهُ، قال: ثُمَّ جئتُهُ من خلفه فلم يبق إلا أن أساوره سورة بالسيف إذ رُفَع لي شُواظٌ من نار بيني وبينه كأنه برق، فخفت تمحشني،


(١) السيرة النبوية لابن هشام (٢/ ٦٢ - ٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>