للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الدكتور البلتاجي (١):

وهل يجوز إطلاق مثل هذا القول الذي استبعد تمامًا أن تأمر المرأة ببر، أو صلة رحم، أو خير، أو مشورة حكيمة؟ كأنها لا تشير ولا تأمر إلا بشر، فماذا عن طاعة النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأم سلمة في الحديبية؟ وماذا عن طاعة أبي الفتاتين من مدين لابنته في صدق فراستها في موسى -عليه السلام- {يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص: ٢٦) وماذا عن امرأة فرعون، وغيرهن كثيرات!

٤ - حديث: "لولا النساء لعبد اللَّه حقًا حقًا".

أخرجه ابن عدي في الكامل (٦/ ٤٩٥) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب مرفوعًا.

قال ابن عدي: وهذا حديث منكر ولا أعرفه إلا من هذا الطريق.

قلت: وهذا حديث ضعيف من وجوه:

الأول: هناك خلاف في سماع ابن المسيب من عمر -رضي اللَّه عنه-.

الثاني: زيد العمِّي ضعيف.

الثالث: عبد الرحيم بن زيد،

قال ابن عدي: هذا حديث منكر، ولا أعرفه إلا من هذا الوجه، وعبد الرحيم بن زيد العمِّي أحاديثه كلها لا يتابعه الثقات عليها.

قلت: وقال البخاري: تركوه.

وقال أبو حاتم: يترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه؛ يحدث عنه بالطامات.

وقال ابن معين: كذاب خبيث.

والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٢٥٥) من طريق ابن عدي، ثم قال: لا أصل له، عبد الرحيم وأبوه متروكان، ومحمد بن عمران منكر الحديث.


(١) مكانة المرأة في القرآن الكريم والسنة الصحيحة (٥١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>