للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن روى الإمام أحمد حديث ابن عمر رضي الله عنهما مرفوعًا: "حتى لا يبقى في الأرضين إلا شرار أهلها، وتلفظهم أرضوهم، وتقذرهم رُوح الرحمن -عَزَّ وَجَلَّ-".

قال الشيخ أحمد شاكر: "إسناده ضعيف"، ولكن الغريب أنه علق على الحديث بقوله: "روح الرحمن من الصفات التي يجب الإيمان بها دون تأويل أو إنكار، من غير تشبيه ولا تمثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، سبحانه وتعالى.

قلت: هذا مردود بما سبق، والحديث ضعيف. (١)

نقل أبو موسى المديني في "المجموع المغيث" كلامًا نافعًا جدًّا لأبي إسحاق إبراهيم الحربي عن الاختلاف في قراءة وتفسير (الرّوْح)؛ فراجعه إن شئت.

قال ابن تيمية لم يعبر أحدٌ من الأنبياء عن حياة الله بأنها رَوْحُ الله، فمن حمل كلام أحدٍ من الأنبياء بلفظ الروح أنه يراد به حياة الله فقد كذب. (٢)

[الوجه الرابع: ماذا في كتبهم؟]

[الله في كتبهم ينفخ]

كما ورد في سفر التكوين (٢: ٧): وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً.

[والرب ينفخ في البوق]

كما جاء في زكريا (٩: ١٤): وَيُرَى الرَّبُّ فَوْقَهُمْ، وَسَهْمُهُ يَخْرُجُ كَالْبَرْقِ، وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يَنْفُخُ فِي الْبُوقِ وَيَسِيرُ فِي زَوَابعِ الْجَنُوبِ.

[روح القدس هو الذي أحبل مريم]

كما جاء في إنجيل متى (١/ ١٨): أَمَّا وِلَادَةُ يَسُوعَ المُسِيحِ فكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ.

* * *


(١) مسند أحمد ٢/ ٨٤، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده ضعيف.
(٢) الجواب الصحيح ٤/ ٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>