للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالظل عرف العلماء ظاهرة الانكسار الضوئي، فإذا مرَّ شعاع بالهواء وسقط على شيء (حائل) انكسر، ولولا هذا لكان الظل أكثر امتدادًا، ولكن بسبب الانكسار فإن ظل أي شيء يكون مقبوضًا انقباضًا يسيرًا، امتداد الظل وانقباضه يؤديان إلى تغيير درجات التسخين والتبريد؛ وهما ضروريان لإتمام العمليات الجوية من رياح، وسحب، وأمطار وغيرها، وهى عمليات لا تستقيم الدنيا إلا بها.

وهناك متعة في مشاهدة ظاهرتي الكسوف (للشمس) والخسوف (للقمر)، ويصاحبهما تكون ظلال ممتدة، وتسجيل هاتين الظاهرتين يفيد كثيرًا في دراسة سطح القمر، وأغلفة الشمس، والغلاف الجوي للكرة الأرضية، والحركة في الكون عامة، وبالظل نبه العلماء إلى ضرورة حركة الأرض، وحتمية دورانها حول محورها.

ونختم بما بدأنا به الموضوع؛ وهو قول اللَّه تبارك وتعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (٤٥) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا} (الفرقان: ٤٥ - ٤٦).

الوجه الثالث: القرآن يُثبت أن الظل له أنواع، كما أن النور له أنواع.

١ - فمسألة أن الظل يوجد تحت أي نور مسألة واضحة في القرآن، فادعاء أن القرآن لم يُثبت إلا الظل الذي تتسبب فيه أشعة الشمس، وأن القرآن نفى الظل والنور من أي شيء آخر ادعاء بغير علم.

٢ - وكذلك فالظل لا يتحرك إلا إذا تحرك النور الموجه عليه، وهذا واضح بيانه في القرآن.

٣ - تشير الآية إلى دور ضوء الشمس كمؤشر للظل نظرًا لاختلاف نفاذية الضوء خلال الأوساط المادية المختلفة ولاختلاف الموقع الظاهري للشمس خلال النهار بسبب دوران الأرض حول نفسها بمعدل يؤدي إلى نسخ الظل تدريجيًا بمقدار يتناسب مع مرور الزمن وليس دفعة واحدة.

[أنواع الظل في القرآن]

١ - ظل لهيب النار:

<<  <  ج: ص:  >  >>