فالواجب على المؤمن اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - في العقيدة والعبادة والسلوك فهذا هو طريق النجاة يوم القيامة بإذن الله تبارك وتعالى ومن خالف ذلك فسيلقي به إلى النار والعياذ بالله (١).
٥ - الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم -: قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}[الأنعام: ٩٠]، فلقد أمر الله جل وعلا نبيه بالاقتداء بمن سبقه من الأنبياء والرسل. وأمرنا نحن باتباع النبي والاقتداء به فقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)} [الأحزاب: ٢١]، أي أن لكم فيه قدوة صالحة في أفعاله وأقواله فاقتدوا به، فمن اقتدى به وتأس به سلك الطريق الموصل إلى كرامة الله وهو الصراط المستقيم، فهو - صلى الله عليه وسلم - الأسوة الحسنة التي يوفق للاقتداء بها من كان يرجو الله واليوم الآخر، لما معه من الإيجار والخوف من الجبار سبحانه، ولما يرجو من ثواب ربه، وما يخشاه من عقابه وعذابه، فكل ذلك حافز، ودافع للاقتداء به في أقواله وأفعاله وأحواله.
٦ - توقيره - صلى الله عليه وسلم - وتعظيم شأنه: توقيره من آكد حقوقه على أمته قال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٨) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (٩)} [الفتح: ٨ - ٩] فيجب توقيره - صلى الله عليه وسلم - وإجلاله وتعظيمه، كما ينبغي له ذلك على ألا يُرفع إلى مقام العبودية فإن ذلك محرم لا يجوز ولا ينبغي إلا لله -عَزَّ وَجَلَّ-. ومن توقيره - صلى الله عليه وسلم - تعظيم شأنه احترامًا، وإكبارًا لكل ما يتعلق به من اسمه وحديثه، وسنته وشريعته، وآل بيته، وصحابته - رضوان الله عليهم - وكل ما اتصل به - صلى الله عليه وسلم - من قريب أو بعيد. فيُرفع من قدره حتى لا يساويه ولا يدانيه أحد من الناس. فمن توقيره - صلى الله عليه وسلم - عدم التقدم بين يديه مصداقًا لقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}[الحجرات: ١] أي لا تقولوا قبل قوله وإذا قال فاستمعوا له وأنصتوا، فلا يحل لأحد أن يسبقه بالقول ولا برأي ولا بقضاء بل يتعين عليهم أن يكونوا تابعين له - صلى الله عليه وسلم -. وقال جل شأنه: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ