للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأس الحياة الخلاصية- الأفخارستيا- والاجتماع- والتقدمة) إلى غير ذلك من الأسماء.

العناصر التي تستعمل في العشاء الرباني: الخبز والخمر هما عنصر العشاء الرباني وقد اختارهما المسيح -في نظرهم- لأنهما مادتان بسيطتان تشير ان إلى جسده ودمه. (١)

وقد استدل المسيحيون على ذلك بما جاء في إنجيل متى" وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ أَخَذَ يَسُوعُ الْخُبْزَ، وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَى التَّلَامِيذَ وَقَال: "خُذُوا كُلُوا. هذَا هُوَ جَسَدِي" وَأَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلًا: "اشْرَبُوا مِنْهَا كُلُّكُمْ" (متى ٢٦/ ٢٦ - ٢٧).

وبما جاء في رسالة بولس لأهل كورنثوس الأولى (١١/ ٢٣ - ٢٦): "إِنَّ الرَّبَّ يَسُوعَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي أُسْلِمَ فِيهَا، أَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ فَكَسَّرَ، وَقَال: "خُذُوا كُلُوا هذَا هُوَ جَسَدِي المكْسُورُ لأَجْلِكُمُ. اصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي"".

وقد اختلفت الكنائس حول استعمال الفطير في العشاء الرباني بدل الخبز، ونشأت بينهما منازعة شديدة على هذا الموضوع في القرن الحادي عشر.

[تأثر المسيحية بالأديان الوضعية في العشاء الرباني]

كان الوثنيون يمارسون طقوسا كثيرة من بينها فكرة (الوليمة المقدسة) يدعون فيها الأكل من لحوم آلهتهم والشرب من دمائهم، لكي تكون فيهم (أي في أجسادهم صفات وقوة آلهتهم) (٢).

ولنعرض الآن لفكرة التناول عند الأمم الوثنية:

[١ - التناول في الديانة الهندية]

إن الأفخارستيا فكرة مأخوذة من مشركي الهند، فإن قدمائهم يتوقف ظاهر عبادتهم على ربان النار شعلها رب البيت صباحا ويبعث مع حراراتها صلاة حارة يستنزل بها رحمة القوة المستترة وراء الطبيعة، ورب البيت مثل الأب أو الكاهن تشارك امرأته في تقدمة


(١) انظر: علم اللاهوت النظامي (١٠٩٢)، جسد الرب ودمه (١١).
(٢) المسيحية بين الكتاب المقدس والتقليد، صموئيل مشرقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>