[٢ - صورة أخرى عن دورهم مع التتار في دمشق في مقابلة الإحسان، والتسامح، والعدل الإسلامي]
دائمًا يذكر المؤرخون أن سبب خروج التتار على بلاد المسلمين كان بسبب ما وقع بين جنكيز خان ملك التتار وعلاء الدين خوارزم ملك المسلمين وقتها، ولكن السبب الحقيقي الذي ذكره المحققون من المؤرخين هو الكيد الصليبي الذي خاف من إسلام قبائل التتر باحتكاكهم مع المسلمين كما حدث لأبناء عمومتهم من الترك مثل السلاجقة والتركمان، والذي لو وقع لأصبح المسلمون قوة لا يقف أمامها أحد فعمل الصليبيون على إرسال الرسل للتتار يحسنوا فيها لهم غزو بلاد الإسلام، وغلّاتها، ومنتجاتها وخيراتها، وحمالها، وكان سلاح النساء النصرانيات يعمل بقوة في التتار عندما دخلوا على شكل خليلات، وعاهرات. المهم خرج التتار كالجراد المنتشر الذي يأكل الأخضر واليابس، ولا يذر شيئًا حتى تمكنوا من إسقاط الخلافة العباسية سنة ٦٥٦ هـ، وواصلوا زحفهم حتى وصلوا إلى دمشق في شهر صفر سنة ٦٥٨ هـ، وجعلوا على المدينة واليًا من قبلهم رجلًا اسمه (إبل سيان)، وكان معظمًا لدين النصارى، وهذا يوضح أثر الصليبيين على التتر منذ البداية، فاجتمع هذا الشقي بأساقفة، وقساوسة النصارى الذين كانوا يمثلونهم في هذا الوقت، وعظمهم جدًّا، وزار كنائسهم، وذهب طائفة من النصارى إلى هولاكو، وأخذوا معهم هدايا، وتحفًا، وقدموا من عنده، ومعهم أمان فرمان من جهته، ودخلوا من باب (توها)، ومعهم صليب منصوب يحملونه على رؤوس الناس، ومن ينادون بشعارهم، ويقولون (ظهر الدين الصحيح دين المسيح) ويذمون دين الإسلام وأهله، ومعهم أواني الخمر لا يمرون على باب مسجد إلا رشوا عنده خمرًا، ويرشون منها على وجوه الناس، وثيابهم، ويأمرون كل من يجتازون به في الأزقة، والأسواق أن يقوم لصليبهم، ووقف خطيبهم إلى دكة دكان في السوق فمدح دين النصارى، وذم دين الإسلام، وأهله ثم دخلوا كنيسة مريم، وأخذوا في ضرب النواقيس ابتهاجًا بما فعلوه، وكان في نيتهم إن طالت مدة