للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالنص يبين أن موسى فدى بني إسرائيل بأن دلهم على الذبائح الحيوانية التي كانت سببا في نجاته هو وقومه من عذاب الرب الذي عذب به المصريين.

وعلى هذا ففكرة المسيحيين بأن الذبائح الحيوانية فشلت في تحقيق غفران الخطايا فكرة مناقضة لما جاء في أسفار العهد القديم الدالة على أن هابيل ونوحًا وموسى وقومه قد قدموا الذبائح الحيوانية، والله قبلها منهم وغفر لهم خطاياهم ونجاهم من العذاب.

وعليه فلا داعي للادعاء بأهمية صلب وسفك دماء المسيح، ولا داعي لأن ننسب إلى الله الظلم - تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا - فقد كان من الممكن أن يقوم بهذه المهمة حيوان بدلا من تعذيب إنسان برئ لا ذنب له. (١)

ونأتي الآن للسؤال الأهم وهو:

الفصل الثاني: هل صلب المسيح فعلًا أم لا؟ وما أدلتهم على ذلك؟

أما بالنسبة للأدلة التي تثبت وقوع صلب المسيح، فليس للنصارى من أدلة سوى ما بين أيديهم من الأناجيل الأربعة، والنصارى أنفسهم يعترفون بذلك.

يقول د/ حنا جرجس الخضري: "إن الأناجيل الأربعة تذكر لنا مؤامرة القبض ومحاكمة يسوع وموته، كما أنها أيضا تذكر أسماء رؤساء الكهنة اليهود والحاكم الروماني الذين اشتركوا في محاكمة يسوع، ولكن الوثائق التاريخية غير الإنجيلية التي تتكلم عن يسوع وموته قليلة جدًّا الأمر الذي أدهش المؤرخين كثيرًا بل يعتبر حجر عثرة بالنسبة لهم." (٢)

ويذكر أيضًا أن السجلات والوثائق الرومانية لا تذكر شيئًا عن صلب المسيح. وهنا يتساءل بعض المؤرخين واللاهوتيين: كيف يمكن أن يصدر بيلاطس البنطي حكمه بإعدام شخص في أمة خاضعة لسلطة روما دون أن يرسل تقريرًا مفصلًا أو حتى موجزًا عن هذه القضية خصوصا وأن رؤساء الكهنة والكتبة قدموه إلى الحاكم الروماني كمفسد


(١) انظر: تأثر المسيحية بالأديان الوضعية (٥٥١ - ٥٥٢).
(٢) تاريخ الفكر المسيحي (١/ ٣٣٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>