للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤ - شبهة: وجود امرأتين عند البئر.]

نص الشبهة:

إنكار وجود امرأتين عند البئر وصفة صداق موسى - عليه السلام - كما قال تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)} [القصص: ٢٧].

قالوا: وتعلمنا التوراة أنه لما فعل موسى عملًا جميلًا مع بنات كاهن مديان وكن سبعًا - لا اثنتين - أعطاه إحداهن زوجة بدون أن يخدمه ثماني سنوات لا عشرًا والذي خدم حماه على امرأته يعقوب خدمه سبع سنين.

والجواب على هذه الشبهة من وجوه:

[الوجه الأول: الكتاب الذي بين أيديكم محرف فلا يجوز الاحتجاج به.]

الوجه الثاني: القرآن أثبت أنهما امرأتين والعبرة بما في القرآن دون غيره.

الوجه الثالث: الآثار الواردة في الباب تدل على أنهما امرأتين.

الوجه الرابع: قد يكون له أكثر من بنت، ولكن اثنتان منهما هما اللتان كانتا تسقيان.

الوجه الخامس: القرآن الكريم أثبت صفة الصداق فالعبرة به لا بغيره.

الوجه السادس: السنة النبوية دلت على ما دل عليه القرآن الكريم من صفة الصداق.

وإليك التفصيل

[الوجه الأول: الكتاب الذي بين أيديكم محرف فلا يجوز الاحتجاج به.]

وهذا مما لا يخفى؛ فالكلمات مشكوك فيها، والدليل على ذلك أن العدد يكون في موضع ويأتي في موضع آخر ويأتي في نفس المصدر أو غيره ما ينقضه، وهذا يتكرر كثيرًا.

وعلى سبيل المثال: عدد بن إسرائيل:

في سفر صموئيل الثاني (٢٤/ ٩) (وكان عدد بني إسرائيل ثمانمائة ألف رجل بطل يضرب بالسيف ورجال يهوزا عدتهم خمسمائة ألف رجل مقاتلة).

وفي السفر الأول من أخبار الأيام (٢١/ ٥) (وكان عدد كل إسرائيل ألف ألف ومائة ألف رجل جاذب سيف ويهوذا أربعمائة وسبعون ألف رجل مقاتلة).

<<  <  ج: ص:  >  >>