للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا أسحب الريط والمروط إلى ... أدني تجاري وأنفض اللمما

ويقول المنخل اليشكري:

ولقد شربت من المدامة ... بالصغير وبالكبير

فإذا سكرت فإنني ... رب الخورنق والسدير

وإذا صحوت فإنني .. رب الشويهة والبعير

وغير هذا كثير في الشعر الجاهلي، ورواية الحوادث التي صاحبت مراحل تحريم الخمر في المجتمع المسلم والرجال الذين كانوا أبطال هذه الحوادث وفيهم عمر وعلي وحمزة وعبد الرحمن بن عوف، وأمثال هذا الطراز من الرجال تشي بمدى تغلغل هذه الظاهرة في الجاهلية العربية. (١)

[الغرب والخمر]

كانت الخمر إحدى تقاليد المجتمع الجاهلي الأصيلة الشاملة وإحدى الظواهر المميزة لهذا المجتمع كما أنها كادت تكون ظاهرة مميزة جاهلية في القديم والحديث أيضًا، الخمر كانت ظاهرة مميزة للمجتمع الروماني في أوج جاهليته وللمجتمع الفارسي أيضًا وكذلك هي ظاهرة مميزة للمجتمع الأوربي والمجتمع الأمريكي في أوج جاهليته.

[السويد والخمر]

يقول سيد قطب في الظلال: في السويد -وهي أرقى أو من أرقى أمم الجاهلية الحديثة- كانت كل عائلة في النصف الأول من القرن الماضي تعد الخمر الخاصة بها. وكان متوسط ما يستهلكه الفرد، حوالي عشرين لترًا. وأحست الحكومة خطورة هذه الحال، وما ينشره من إدمان؛ فاتجهت إلى سياسة احتكار الخمور، وتحديد الاستهلاك الفردي، ومنع شرب الخمور في المحال العامة؛ ولكنها عادت فخففت هذه القيود منذ أعوام قليلة! فأبيح شرب الخمر في المطاعم بشرط تناول الطعام. ثم أبيحت الخمر في عدد محدود من المحال


(١) في ظلال القرآن لسيد قطب (٥/ ٦٦٣/ ٦٦٤) بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>