للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجُمع والأعياد ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة ولهذا روي "أن السلطان ظل الله في الأرض" ويقال: "ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة بلا سلطان"، والتجربة لما ذكر جور الولاة فقال: "أدوا إليهم الذي لهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم" وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وأنه لا نبي بعدي وسيكون خلفاء ويكثرون قالوا فما تأمرنا فقال أوفوا ببيعة الأول فالأول ثم أعطوهم حقهم فإن الله سائلهم عما استرعاهم" (١).

وفيهما عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إنكم سترون بعدي أثرة وأمور تنكرونها قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله قال: "أدوا إليهم حقهم واسألوا الله حقكم" (٢) (٣) ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض، وأحمد بن حنبل، وغيرهما يقولون "لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان"، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يرضى لكم ثلاثة: أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا، وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم". (٤)

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومناصحة ولاة الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم". (٥)

فالواجب اتخاذ الإمارة دينا وقربة يتقرب بها إلى الله فإن التقرب إليه فيها بطاعته وطاعة رسوله من أفضل القربان. (٦)

٨ - حق الحياة


(١) أخرجه البخاري (٣٢٦٨)، ومسلم (١٨٤٢).
(٢) أخرجه البخاري (٦٦٤٤)، ومسلم (١٧٠٩).
(٣) السياسة الشرعية صـ ٣٤ - ٣٥.
(٤) أخرجه مسلم (١٧١٥)، وأحمد (٢/ ٣٢٧).
(٥) أخرجه أحمد (٥/ ١٨٣)، وابن ماجه (٢٣٠)، وصححه الألباني في المشكاة (٣١/ ٣٢).
(٦) السياسة الشرعية ص - ١٦٩ - ١٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>