للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مقدمة عن الإعجاز العلمي]

[تمهيد]

أنزل اللَّه القرآن لصلاح أمر الناس في دينهم ودنياهم {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (الإسراء: ٩)، وقد اختار اللَّه أن يكون اللسان العربي مظهرًا لوحيه ومستودعًا لمراد (١)

وجاءت هذه الهداية والدعوة إليها بأساليب متنوعة، فمن مخاطبة للفطرة الإنسانية، ومن استدلال بواقع الأشياء المحسوسة، إلى مجادلة عقلية، إلى تذكير بعاقبة الأمم السابقة، إلى لفت للنظر إلى واقع القصور البشر (٢)

ولا شك أن الكلام الصادر عن علام الغيوب -تعالى وتقدس- لا تبنى معانيه على فهم طائفة واحدة، ولكن معانيه تطابق الحقائق، فالحقيقة العلمية مرادة بمقدار ما بلغت إليه أفهام البشر وبمقدار ما ستبلغ إلى (٣)

ومع تطور العلوم والتقدم العلمي فلم ينقض العلم شيئًا مما جاء في القرآن، ولم يصادم جزئية من جزئياته، وهذا ما يسمى بالإعجاز العلم (٤)

والمقصود بالعلم في هذا المقام العلم التجريبي، وعليه فيعرِّف العلماء الإعجاز العلمي بأنه: إخبار القرآن الكريم أو السنة النبوية بحقيقة أثبتها العلم التجريبي، وثبت عدم إمكانية إدراكها بالوسائل البشرية في زمن النبي (٥)

[الأدلة على ثبوت الإعجاز العلمي في القرآن الكريم]

١ - قال تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (٥٢) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ


(١) التحرير والتنوير ١/ ٣٨.
(٢) الفرقان والقرآن لخالد بن عبد الرحمن العك (٤٥٤: ٤٥٣) بتصرف.
(٣) التحرير والتنوير ١/ ٤٤.
(٤) بحوث في أصول التفسير ومناهجه لفهد بن عبد المحسن.
(٥) رحيق العلم والإيمان؛ - د/ أحمد فؤاد باشا (٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>