غموض ولا لبس في هذه الشعيرة في الإسلام، ولا تطور فيها، فالصوم كشعيرة تمارس اليوم، هي هي الشعيرة التي مارسها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة.
وإليك تفصيل هذا الأمر عند اليهود والنصارى:
[فترة الصوم في اليهودية]
الصوم في اليهودية لون من الوان الحداد، ومواجهة للأزمات بالانقطاع عن الطعام، ولسوف يلاحظ القارئ أن الصوم لا يشتمل على أبعاد تربوية في اليهودية، إنما هو تعبير عن الحزن بالانقطاع عن الطعام، وفترات الانقطاع هذه تترواح ما بين يوم وثلاثة أيام وقد يكون لمدة ليلة، وأكثر من ذلك، وفيما يلي عرض لفترات الصوم في اليهودية:
١ - الصوم لمدة يوم واحد من شروق الشمس إلى مغربها وهو الصوم المعتاد عندهم، يدل على هذا النص التالي: وَجَاءَ جَمِيعُ الشَّعْبِ لِيُطْعِمُوا دَاوُدَ خُبْزًا، وَكَانَ بَعْدُ نَهَارٌ. فَحَلَفَ دَاوُدُ قَائِلًا: "هكَذَا يَفْعَلُ لِيَ اللَّهُ وَهكَذَا يَزِيدُ، إِنْ كُنْتُ أَذُوقُ خُبْزًا أَوْ شَيْئًا آخَرَ قَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْس (صموئيل الثاني: ٣/ ٣٥).
٢ - الصوم ليلة واحدة ويدل على هذا المعنى التالي: حِينَئِذٍ مَضَى الْمَلِكُ إِلَى قَصْرِهِ وَبَاتَ صَائِمًا، وَلَمْ يُؤْتَ قُدَّامَهُ بِسَرَارِيهِ وَطَارَ عَنْهُ نَوْمُه (دانيال: ٦/ ١٨).
٣ - الصوم لمدة ثلاثة أيام ليلًا ونهارًا، ويبدو أن هذه كانت حالة خاصة، يدل عليه النص التالي: اذْهَبِ اجْمَعْ جَمِيعَ الْيَهُودِ الْمَوْجُودِينَ فِي شُوشَنَ وَصُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلَا تَأْكُلُوا وَلَا تَشْرَبُوا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لَيْلًا وَنَهَارًا. وَأَنَا أَيْضًا وَجَوَارِيَّ نَصُومُ كَذلِكَ (استير: ٤/ ١٦).
٤ - الصوم لمدة سبعة أيام كصوم أهل يابيش جلعاد شاول، كما جاء في صموئيل الثاني: وأخذوا عظامهم ودفنوها تحت الأثلة في يابيش وصاموا سبعة أيام (صموئيل الأول: ٣١/ ١٣).