للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتاب ثم جئت به في أديم فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما هذا الذي في يدك يا عمر؟ " فقلت: يا رسول الله كتاب نسخته لنزداد علمًا إلى علمنا، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى احمرت وجنتاه ثم نودي بالصلاة جامعة فقالت الأنصار: أغضب نبيكم - صلى الله عليه وسلم -؟ السلاح السلاح فجاءوا حتى أحدقوا بمنبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "يا أيها الناس إني قد أوتيت جوامع الكلم وخواتمه واختصر لي اختصارًا، ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية فلا تتهوكوا ولا يغرنكم المتهوكون" قال عمر: فقصت فقلت: رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبك رسولًا ثم نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (١).

[الوجه الخامس: ضعف السند إلى الصحابي أو التابعي.]

فقد يكون ما روي عن الصحابة مدسوسًا عليهم وضعه عليهم الزنادقة والملحدون كي يظهروا الإسلام وحملته بهذا المظهر المنتقد المشين، ويجوز أن يكون بعضها مما ألصق بالتابعين ونسب إليهم زورًا، ولاسيما أن أسانيد معظمها لا تخلو من ضعيف أو مجهول أو متهم بالكذب أو الوضع أو معروف بالزندقة أو مغمور في دينه وعقيدته، وبعض الإسرائيليات قد يصح السند إليها.

[الوجه السادس: رواية الكذب ليس معناها أن الراوي هو الذي اختلقه بيان صدق من روى، أو روى عنه الإسرائيليات.]

بعض الإسرائيليات قد يصح السند إليها، ولعل قائلًا يقول: أما ما ذكرت من احتمال أن تكون هذه الروايات الإسرائيلية مختلقة موضوعة على بعض الصحابة والتابعين فهو إنما يتجه في الروايات التي في سندها ضعف أو مجهول أو وضاع أو متهم بالكذب، أو سيء الحفظ، يخلط بين المرويات، ولا يميز، أو نحو ذلك، ولكن بعض هذه الروايات حَكَم عليها بعض حفاظ الحديث بأنها صحيحة السند أو حسنة السند أو إسنادها جيد أو ثابت ونحو ذلك فماذا تقول فيها؟ .

والجواب: أنه لا منافاة بين كونها صحيحة السند، أو حسنة السند أو ثابتة السند وبين كونها من إسرائيليات بني إسرائيل، وخرافاتهم وأكاذيبهم فهي صحيحة السند إلى ابن


(١) مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (١/ ٢٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>