للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التتار أن يخربوا كثيرًا من المساجد، وغيرها، ولما وقع هذا في البلد اجتمع قضاة المسلمين، والشهود، والفقهاء فدخلوا القلعة يشكون هذا الحال إلى متسلمها إبل سيان فأهينوا، وطردوا، وقدم كلام رؤساء النصارى عليهم، وكان هذا فصلًا آخر من فصولهم عندما يجدون فرصة للتنفيث عن مكنونات صدرهم ودفائن حقدهم. (١)

[٣ - وهذه صفحة جديدة تصف النصارى، ودورهم في الحملة الفرنسية على مصر]

وفي مصر كان لهم جولة، وجولات تطفح بمدى خيانتهم لمن أحسن إليهم من المجتمعات المسلمة التي ظلوا في حمايتها قرونًا عديدة، ولكن أبرز هذه الخيانات وأخس هذه الأدوار ما كان منهم عندما احتل الفرنسيون مصر سنة ١٢١٣ هـ بدافع صليبي مغلف بدوافع اقتصادية، وتجارية، وسياسية، وجدوا أمامهم معارضة شعبية إسلامية قوية، وصامدة من مسلمي مصر، فقرروا الاستفادة من وجود النصارى بالديار المصرية، ولعبوا على وتر العقيدة الصليبية عندهم ونجح الفرنسيون في استثارتهم، وجندوا العناصر النصرانية المصرية التي طالما عاشت، وترعرعت آمنة مطمئنة بأرض مصر، ، وكان وفر الخيانة منهم وقتها ممثلًا في شخصية المعلم (يعقوب حنا) الذي يعد أبرز من خانوا بلادهم في المجتمع الحديث حيث قام هذا الصليبي الخائن بتكوين فرق عسكرية من النصارى المصريين، وقام الضباط الفرنسيون بتدريبهم على نظم أوروبا العسكرية، وتزويدهم بالأسلحة الحديثة لمساعدتهم في قمع الثورات الشعبية، وقد منحه الفرنسيون رتبة (جنرال)، ولقب القائد العام للفيالق القبطية بالجيش الفرنسي.

وقد استطاعت القوات الفرنسية بمعاونة ميليشيات يعقوب القبطي من قمع ثورة القاهرة الأولى سنة ١٢١٣ هـ، وثورة القاهرة الثانية سنة ١٢١٤ هـ، وقد أباح الكلب (كليبر) للمعلم يعقوب القبطي أن يفعل بأهل القاهرة ما يشاء بعد أن قمع ثورة القاهرة الثانية، فقام بإحراق الدور، ونهب الأموال، وتهديم المساجد، وانتهك الأعراض، ووقع


(١) البداية والنهاية (١٣/ ٢١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>