للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن أبي زمنين: هذه الآية الناسخة خير في زماننا هذا لأهلها، وتلك الأولى المنسوخة خير لأهلها في ذلك الزمان، وهي مثلها بعد في حقها وصدقها. (١)

[الوجه الثاني: الخيرية في كلام الله ثابتة فهذا كلامه سبحانه وهو الذي حكم بذلك.]

قال ابن تيمية: وأيضًا فإن الناس متنازعون في صفاته: هل بعضها أفضل من بعض مع أنها كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه؟ وهل بعض كلامه أفضل من بعض مع كمال الجميع؟ .

والسلف والجمهور على أن بعض كلامه أفضل من بعض وبعض صفاته أفضل من بعض مع كونها كلها كاملة لا نقص فيها كما دلت على ذلك نصوص الكتاب والسنة كقوله تعالى: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: ١٠٦] , وكقوله - صلى الله عليه وسلم - حاكيًا عن ربه: " إن رحمتي تغلب غضبي" وفي لفظ: "سبقت غضبي" (٢).

وقوله: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} [الإخلاص: ١] تعدل ثلث القرآن (٣).

وقوله في فاتحة الكتاب: لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في القرآن مثلها، فنفى أن يكون لها مثل، وقوله عن آية الكرسي أنها أعظم آية في القرآن، وقوله - صلى الله عليه وسلم - "أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك" (٤).

وقوله: "يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض فإنه لم يغض ما في يمينه والقسط بيده الأخرى يخفض ويرفع" (٥).


(١) تفسير ابن أبي زمنين (١/ ١٦٨)، وانظر النكت والعيون (١/ ١٧١)، تفسير الرازي (٣/ ٢٣٢)، تفسير الخازن (١/ ٦٩)، تفسير ابن كثير (٢/ ١٢).
(٢) البخاري (٣١٩٤)، مسلم (٢٧٥١).
(٣) البخاري (٥٠١٣)، مسلم (٨١١).
(٤) مسلم (٤٨٦).
(٥) البخاري (٤٦٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>