للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعامة من جمع في الأحكام، نراهم يترخصون في إخراج أحاديث أناس ضعفاء، بل ومتروكين، ومع هذا لا يخرجون لمحمد بن عمر شيئًا، مع أن وزنه عندي أنه مع ضعفه يكتب حديثه، ويروى، لأني لا أتهمه بالوضع، وقول من أهدره فيه مجازفة من بعض الوجوه، كما أنه لا عبرة بتوثيق من وثقه، كيزيد، وأبي عبيد، والصاغاني، والحربي، ومعن، وتمام عشرة محدثين، إذ قد انعقد الإجماع اليوم على أنه ليس بحجة، وأن حديثه في عداد الواهي. (١)

وبالنظر إلى كلام المجرحين والمعدلين من العلماء، تبين لمن له دربة في فن الجرح والتعديل أن المجرحين هم أئمة الجرح والتعديل، والذي على أقوالهم يقوم علم الجرح والتعديل، وأيضًا غالب التعديل له كان في جانب روايته للسير والمغازي والأخبار، أما ناحية الحفظ، فقد سبق الكلام فيه.

[الوجه الرابع: تحقيق الروايات التي استدل بها المعترض.]

١ - قال ابن سعد: ذكر تزوج عبد الله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، قال حدثني عبد الله بن جعفر الزهري، عن عمته أم بكر ابنت المسور بن مخرمة، عن أبيها. قال وحدثني عمر بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن يحيى بن شبل، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين. قالا: كانت آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب في حجر عمها وهيب بن عبد مناف بن زهرة فمشى إليه عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بابنه عبد الله بن عبد المطلب أبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخطب عليه آمنة ابنت وهب فزوجها عبد الله بن عبد المطلب، وخطب إليه عبد المطلب بن هاشم في مجلسه ذلك بنته هالة بنت وهيب على نفسه، فزوجه إياها، فكان تزوج عبد المطلب بن هاشم وتزوج عبد الله بن عبد المطلب في مجلس واحد، فولدت هالة بنت وهيب لعبد المطلب حمزة بن عبد المطلب، فكان حمزة عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في النسب وأخاه من الرضاعة (٢).


(١) سير أعلام النبلاء (٩/ ٤٦٩).
(٢) أخرج هذه القصة بهذا السياق ابن سعد كما هو مبين من طريق الواقدي، وأخرجها الطبراني في الكبير (٢٩١٧)، والحاكم (٢/ ٦٠١)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٨٩: ٨٨)، والبيهقي في دلائل النبوة (١/ ١٠٦)، =

<<  <  ج: ص:  >  >>