للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رد التقي الغزي على من ينتقص من قدر الإمام أبي حنيفة لأنه كان من الموالي؛ قائلًا: فإن شرف العلم مُقدم على شرف النسب، وشرف الدين مقدم على شرف المنتسبين، وأكرم الناس عند اللَّه أتقاهم، وما يضر العالم كونه من الموالي، وما ينفع الغوي الجاهل كونه حجازيًا، أو تميميًا، وهو لا يعرف اليمين من الشمال، ولا يفرق بين الهدى والضلال (١).

[- العبادة]

وإنه ليس للأحرار منع العبيد من العبادة وقضاء الحاجة (٢).

[- يقرر الإسلام مبدأ الإخوة بين السادة والعبيد]

قال تعالى: {فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (النساء: ٢٥).

ففي قوله: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ} موافق لقول رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إخوانكم خولكم". (٣)

أي: الذين يخولون أموركم -أي يصلحونها- من العبيد والخدم هم إخوانكم في الدين أو الآدمية.

[- حرمة تعذيب العبد حتى ولو أخطأ]

عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: جاء رجل إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- صارخًا، فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما لك؟ قال: سيدي رآني أقبل جارية له، فجب مذاكيري فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عليَّ بالرجل، فطلب، فلم يقدر عليه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اذهب فأنت حر. قال: على من نصرتي يا رسول اللَّه؟ قال يقول: أرأيت إن استرقني مولاي، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "على كل مؤمن أو مسلم". (٤)


(١) الطبقات السنية في تراجم الحنفية (١/ ٤٣).
(٢) اللباب في علوم الكتاب (١٢/ ٤٨٩).
(٣) أخرجه البخاري (٣٠).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٢٦٨٠)، وأبو داود (٤٥١٩)، وحسنه الألباني في الإرواء (١٧٤٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>