للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ألف مرة" (التثنية ١/ ١٠ - ١١). ومثله في قوله: " وَكَانَ الْمِدْيَانِيُّونَ وَالْعَمَالِقَةُ وَكُلُّ بَنِي المشْرِقِ حَالِّينَ فِي الْوَادِي كَالجرَادِ فِي الْكَثْرَةِ، وَجِمَالهُمْ لَا عَدَدَ لهَا كَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ فِي الْكَثْرَةِ" (القضاة ٧/ ١٢). وتصل المبالغة عند يوحنا أقصاها حين قال: "وَأَشْيَاءُ أُخَرُ كَثِيرَةٌ صَنَعَهَا يَسُوعُ، إِنْ كُتِبَتْ وَاحِدَةً واحِدَةً، فَلَسْتُ أَظُنُّ أَنَّ الْعَالمَ نَفْسَهُ يَسَعُ الْكُتُبَ المكْتُوبَةَ" (يوحنا ٢١/ ٢٥)، فهذه المبالغة في الحديث عن خلقة الكون بالمسيح إنما هي بعض ما تعودناه من كتاب الكتاب المقدس. (١)

ب. إسناد الدينونة إلى المسيح: وتتحدث الأسفار عن المسيح عليه السلام وأنه ديان الخلائق يوم القيامة، يقول بولس: " أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذًا أَمَامَ الله وَالرَّبِّ يَسُوعَ المسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ" (تيموثاوس (٢) ٤/ ١)، فيرون في ذلك دليلا على ألوهيته، لأن التوراة تقول: "الله هو الديان" (المزامير ٥٠/ ٦).

والجواب من وجوه:

١ - توجد نصوص تمنع أن يكون المسيح المسيح عبيه السلام هو الديان "لأنه لم يرسل الله ابنه إلى العالم ليدين العالم، بل ليخلص به العالم، الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين، لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يوحنا ٣/ ١٧)، فالمسيح لن يدين أحدا. وهو ما أكده يوحنا بقوله: "وإن سمع أحد كلامي ولم يؤمن فأنا لا أدينه، لأني لم آت لأدين العالم بل لأخلص العالم، من رذلني ولم يقبل كلامي فله من يدينه (أي الله وشرعه). الكلام الذي تكلمت به هو يدينه في اليوم الأخير" (يوحنا ١٢/ ٤٧ - ٤٨). وقال لهم أيضًا: أما أنا فلست أدين أحدا وإن كنت أدين فدينونتي حق لأنني لست وحدي بل أنا والآب الذي أرسلني (يوحنا ٨ - ٥).

٢ - والمسيح عليه السلام لم يستطع أن يضمن الجنة لابني خالته وتلميذيه، ابني زبدي، لأن الله لم يأذن له بذلك، ومن كان هذا حاله فإنه عن الدينونة المطلقة أعجز، فقد جاءته أم ابني زبدي وكانا من تلاميذه "فسألها ما تريدين؟ قالت: أن يجلس ابناي هذان، واحد عن


(١) الله جل جلاله واحد او ثلاثة (٥٨) وانظر تخجيل من حرف التوراة والإنجيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>