للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال آخر: الروح التي في الجسد كل البشر يؤمنون بذلك؛ ولكنهم لا يستطيعون أن يدركوا حقيقة الروح ولا كيفيتها. وهذا من أمر الدنيا؛ فكيف بالآخرة؟ ! !

الوجه الثاني: الرسول يصف لنا بعضًا من نعيم الجنة.

وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضًا من نعيم الجنة؛ لأنه شاهده ورآه، ولذلك عندما وصفه كان وصفا فوق عقلية الإنسان البشري الدنيوي فمما وصفه النبي -صلى الله عليه وسلم-

[١ - الحور العين]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنْ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: "أَوَّلُ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَالَّذِينَ عَلَى آثَارِهِمْ كَأَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ إِضَاءَةً، قُلُوبُهُمْ عَلَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ لا تباغُضَ بَيْنَهُمْ وَلا تحَاسُدَ، لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنْ الحورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ". (١)

فعندما يتخيل العقل البشري امرأة يرى مخ عظام ساقها من وراء العظم لا يستطيع أن يدرك هذه الكيفية؟ لأنه لا يوجد كيفية في الواقع الدنيوي مثل هذه الكيفية. وهذا شيء لم تره العيون قبل ذلك ولا خطر في خيال إنسان.

[٢ - سدرة المنتهى]

في حديث الإسراء فيه: "وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ المنْتَهَى فَإِذَا نَبِقُهَا كَأنَّهُ قِلال هَجَرَ وَوَرَقُهَا كأَنَّهُ آذَان الفيل ..... ". (٢)

فهذه شجرة نبق في عظم أوراقها، اسمها مطابق لاسم النبق في الدنيا، ولكن الكيفية تختلف، وهذا شيء لم تره العيون قبل ذلك ولا خطر على قلب إنسان.

فهذان مثالان عن ما في الآخرة يدل على أن ما يدور في خلد الإنسان فهو بخلافه.


(١) البخاري (٣٠١٤).
(٢) البخاري (٢٩٦٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>