للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا} (مريم/ ٥٨). وقال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ (٢٤)} (السجدة/ ٢٤).

وهذا الذي يقتضيه العقل في هؤلاء الذين اختارهم الله لهداية خلقه، أن يكونوا أحسن الناس سيرة، وأصدقهم طوية ... كيف لا، وقد جاء الحديث في التوراة عن عصمة الكهنة وبراءتهم من الآثام، لأنهم حاملو الشريعة ومبلغوها للناس، وهم - ولا ريب - دون منزلة الأنبياء، يقول سفر ملاخي عن لاوي وسبطه: "كَانَ عَهْدِي مَعَهُ لِلْحَيَاةِ وَالسَّلَامِ، وَأَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُمَا لِلتَّقْوَى. فَاتَّقَانِي، وَمنِ اسْمِي ارْتَاعَ هُوَ. شَرِيعَةُ الْحَقِّ كَانَتْ فِي فِيهِ، وَإِثْمٌ لَم يُوجَدْ فِي شَفَتَيْهِ. سَلَكَ مَعِي فِي السَّلَامِ وَالاسْتِقَامَةِ، وَأَرْجَعَ كَثِيرِينَ عَنِ الإِثْمِ. لأَنَّ شَفَتَيِ الْكَاهِنِ تَحْفَظَانِ مَعْرِفَةً، وَمنْ فَمِهِ يَطْلمونَ الشَّرِيعَةَ، لأَنَّهُ رَسُولُ رَبِّ الجنُودِ." (ملاخي ٢/ ٥ - ٧).

أولًا: تعظيم الأنبياء في العهد القديم:

وتثني التوراة في بعض نصوصها على بعض هؤلاء الأنبياء، فعن داود قال: ""أَنَا أَكُونُ لَهُ أَبًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا"" (صموئيل (٢) ٧/ ١٤).

وعن نوح قال: "كَانَ نُوح رَجُلًا بَارًّا كَامِلًا فِي أَجْيَالِهِ. وَسَارَ نُوحٌ مَعَ الله". (التكوين ٦/ ٩).

وعن إبراهيم تقول التوراة بأن الله قال له في المنام: "لَا تَخَفْ يَا أَبْرَامُ. أَنَا تُرْسٌ لَكَ. أَجْرُكَ كَثِيرٌ جِدًّا". (التكوين ١٥/ ١).

وعن إسحاق "وَبَارَكَهُ الرَّبُّ" (التكوين ٢٦/ ١٢) ... إلى غير ذلك، لكن ذلك كله يضيع في بحر الرذائل التي تلصقها التوراة زورًا بحملة رسالات الله من الأنبياء والمرسلين الذين اصطفاهم الله لبلاع وحيه.

ثانيًا: الطعن في أنبياء الله تعالى في الكتاب المقدس:

[١ - نوح - عليه السلام -]

تحدثت التوراة عن سُكرِ نبي الله نوح - عليه السلام - وحاشاه - وتعريه داخل خبائه، وحينذاك أبصره ابنه الصغير حام، وأخبر أخويه بما رأى فجاءا بظهريهما، وسترا عورة أبيهما الثمِل،

<<  <  ج: ص:  >  >>