أرسل الله عبده" (أعمال ٣/ ٢٦)، وفي موضع آخر: "عبدك القديس يسوع" (أعمال ٤/ ٣٠).
وقد استبدلت لفظة (عبد) في التراجم العربية الحديثة بكلمة "فتى" الموهمة للعبودية أو البنوة، وذلك في التراجم العربية المختلفة، فيما تستخدم التراجم الإنجليزية كلمة (servant)، والتي تعني خادم أو عبد.
وكتوضيح لهذا الصنيع الموهم ننقل قول متى:"لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: هوذا فتاي الذي اخترته، حبيبي الذي سرت به نفسي، أضع روحي عليه فيخبر الأمم بالحق"(متى ١٢/ ١٧ - ١٨)، فاستخدم كلمة (فتى)، فيما استخدم سفر إشعيا الذي نقل منه متى كلمة (عبد)، فيقول:"هوذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سرت به نفسي، وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم"(إشعيا ٤٢/ ١).
القسم الثالث: نصوص تبين عبادة المسيح لله -جل جلاله-، وإكثاره من الصلاة له تبارك وتعالى.
(١) في إنجيل متى (١٤/ ٢٣ - و ٢٥)"وبعد ما صفَّ الجموع، صعَد (أي المسيح) إلى الجبل منفردًا ليصلي. ولما صار المساء كان هناك وحده. وفي الهزيع الرابع من الليل مضى إليهم يسوع ماشيا على البحر! ".
قلت: من هذا النص يتبين أمران: أولًا: أن سيدنا المسيح -عليه السلام- كان يحبِّذ الصلاة منفردًا؛ مما يفيد أن هذه الصلاة كانت فعلًا لرغبته بعبادة الله تعالى، لا لمجرد تعليم التلاميذ.
ثانيًا: أنه -عليه السلام- كان يقضي أحيانًا أكثر النهار وأكثر الليل في الصلاة، كما يفيده قوله:"ولما صار المساء"، وقوله:"وفي الهزيع الرابع من الليل" الذي يفيد أنه إلى ذلك الوقت كان لا يزال منفردًا لوحده مستيقظًا مشغولًا بالصلاة والمناجاة والعبادة. والنصوص الأخرى التالية تؤكد هذا المعنى: