للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الوجه الثاني: فوائد الحديث وما في معناه مما سبق تخريجه بالنسبة لأمة النبي - صلى الله عليه وسلم -.]

حيث إن المتدبر لهذا الحديث يراه ميزة من ميزات هذه الشريعة، ويقر بأنه من جميل أخلاق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وتمام تبليغه لرسالة ربه، ولذا كان في هذا الحديث فوائد كثيرة منها:

١ - فيه التحذير من فتنة النساء.

٢ - وفيه التخلص من الحرام بالحلال.

٣ - ومن استعف بالحلال أعفه الله عن الحرام.

٤ - يستحب لمن رأى امرأة فتحركت شهوته أن يأتي امرأته، أو جاريته؛ إن كانت له، فليواقعها ليدفع شهوته، وتسكن نفسه.


= الدارقطني رحمه الله فلأن قبيصة، ومعاوية بن هشام خالفهما أبو نعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وهؤلاء ثلاثة من خمسة هم المقدمون في سفيان الثوري، ويأتي الناس بعد ذلك دونهم في سفيان، أما قبيصة، فقال ابن معين: ما أقربه من عبيد الله بن موسى، وقال في عبيد الله: ما أقربه من يحيى بن يمان، وقال في ابن يمان: ليس هو بالقوي، وأما معاوية بن هشام، فقال ابن معين: صالح وليس بذاك (شرح علل الترمذي لابن رجب ٢/ ٥٤١)، وانظر تاريخ ابن معين رواية الدرامي (٩٨ - ١٠٠)، وعلى هذا فالمحفوظ الوقف على ابن مسعود من غير قصة الرؤية. والله أعلم.
والحديث في إسناده عبد الله بن حلام، قال الذهبي: لا يكاد يعرف، وذكره ابن حبان في الثقات اهـ. لسان الميزان (١١٦٧) وانظر التاريخ الكبير (٥/ ٦٩) والثقات لابن حبان (٥/ ٢٧) وصححه الألباني مرفوعًا من حديث قبيصة في جلباب المرأة المسلمة (١١).
الشاهد الثالث: عن أنس - رضي الله عنه - بنحوه. أخرجه الطبراني في مسند الشاميين (٢٥٧٣)، فقال: حدثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا محمد بن بكار، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن أنس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى امرأة فأعجبته، فأتى زوجته زينب بنت جحش، فقضى حاجته، ثم خرج فقال: "إذا نظر الرجل إلى امرأة، فليأت أهله، فليقض حاجته، فقال رجل: فإن لم تكن له امرأة، قال: فلينظر إلى السماء".
وهذا إسناد ضعيف؛ فيه سعيد بن بشير، قال شعبة: صدوق اللسان في الحديث، وقال ابن عيينة: كان حافظًا، ووثقه دحيم، وضعفه ابن معين، وابن المديني، والنسائي، وقال أبوحاتم، وأبو زرعة: شيخ يكتب حديثه، وقال البخاري يتكلمون في حديثه وهو محتمل، وقال ابن عدي: ولا أرى بما يرويه بأسًا ولعله يهم في الشيء بعد الشيء ويغلط والغالب على حديثه الاستقامة والغالب عليه الصدق اهـ تهذيب التهذيب (٤/ ٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>