للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذلك عرف الفرس القدماء الحجاب، وعَدُّوا كشف المرأة أو الرجل عن شيء من جسده غير الوجه مظهرًا منافيًا للاحتشام والأدب، وكانت النساء يغطين أجسامهن من قمة الرأس إلى أخمص القدم، وبعد حكم دارا الأول كان احتجاب نساء الطبقة الراقية عن المجتمعات نظامًا ضروريًا مراعى، فصرن لا يجسرن على الخروج إلا في هوادج تغطيها الستائر، وحظر عليهن أن يخالطن الرجال في مجتمع خاص أو عام، بل لقد منعت المتزوجات من رؤية أدنى الرجال إليهن قرابة حتى الآباء والأخوة، ونشأ عن ذلك أننا لم نجد للنساء ذكرًا أو صورًا في النقوش أو التماثيل التي خلفتها إيران القديمة، أما الخليلات والمحظيات فكن على ضد ذلك، يتمتعن بحرية عظيمة؛ لأن المفروض فيهن أنهن يرفهن عن مواليهن وضيوفهم.

[٤ - الهنود.]

وشاع الحجاب عند الهنود أيضًا، حتى في عصر المهابراتة.

[٥ - الأثينيون القدماء.]

وعرفه الأثينيون القدماء، وقد ورد في الإلياذة قول هكتور: (لست أرضى الغار إذا اشتجرت النصول بين الطرواديين والطرواديات الطويلات النقاب) ومن هذا، ومن ذكر قناع إيقاب، وبرقع هيلانة، وبراقع النساء والربات، نعرف أن اليونانيات استعملن النقاب.

على أنه ما زال شائعًا إلى العصور الوسطى وما بعدها، وما زالت له آثار، ولم تغير منه النصرانية شيئًا، لذلك كان ذائعًا في الدولة البيزنطية، وإن لم يكن عامًا.

[٦ - آشور القديمة.]

وكذلك عُرف الحجاب في آشور القديمة. (١)


(١) أكدت الحفريات في آشور القديمة، على أن الحجاب معروفًا عندهم حيث عُثر على لوحات طينية ترجع إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد، تحتوى على قواعد قانونية أقدم من ذلك عهدًا. وفي إحدى فقرات اللوحة الأولى منها بيان مفصل عن نظام الحجاب الذي كان مطبقًا على الحرائر، دون الإماء والداعرات والعواهر. بل كانت توقع على الأمة أو العاهر التي تتحجب عقوبات شديدة. فالأمة كانت تُصْلَمُ أذنها على سبيل المثال، =

<<  <  ج: ص:  >  >>