للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أن هذه المسافات الشاسعة عند الله تعالى ليست بشيء؛ فإنه سبحانه وتعالى كما قال: {وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [البقرة: ١١٧]

والدليل على ذلك أن جبريل كان ينزل من فوق سبع سماوات بالخبر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في لمح من البصر.

وقد أسري برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى بيت المقدس ثم عرج به إلى السماء السابعة ثم ما بعد السماوات في جزء من الليل.

[الوجه الرابع: الرد على قولهم.]

ما الحكمة من هذا الفصل؟ بل هي حكمة الله، كما يقول القرآن، الذي يفاضل بين المؤمنين بحسب أعمالهم.

ونقول له:

١ - ما الحكمة في الشركات الكبرى أن يفاضل فيها بين الناس؟ فهذا مدير وهذا ساعي، وهذا عامل وهذا موظف وهذا رئيس؟ أليس هذا من العدل؟ كل على حسب عمله؟ هل يجوز أن يعين الساعي مكان المدير العام في الشركة؟ برغم أنهم جميعا في شركة واحدة.

والجواب بالبديهي: لا؟ لأنه لم يعمل عملا يؤهله أن يكون في هذه المكانة. فكل على حسب جهده وعمله.

٢ - ولله المثل الأعلى؛ فإذا كان هذا شأن الدنيا والبشر بعضهم مع بعض، فما بالك بشأن الآخرة وحكمهم إلى رب البشر! !

٣ - فمن العدل أن لا يكونوا جميعا في مكانة واحدة؛ بل كل على حسب عمله يكون في درجته.

٤ - وهذا ما قرره القرآن والسنة.

فمن القرآن قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة: ١١]. وقال تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} [آل عمران: ١٦٣].

<<  <  ج: ص:  >  >>