للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للجن قدرة على التشكل بأشكال الإنسان والحيوان، فقد جاء الشيطان المشركين يوم بدر في صورة سراقة بن مالك، ووعد المشركين بالنصر، وفيه أُنزل: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ} [الأنفال: ٤٨].

خامسًا: الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم من العروق:

فعن أنس - رضي الله عنه - قال: قَالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ" (١). فمن ذلك أن مَنْ له هذه القدرات لمن اليسير عليه أن يبيت على خيشوم الإنسان أو على منخره، فلا يُقاس الجن بالإنسان، فكلٌ له طبيعته. (٢)

[الوجه الثالث: ملازمة الشيطان للإنسان.]

قال البدر العينى: ملازمة الشيطان لابن آدم من حين خروجه من ظهر أبيه إلى رحم أمه إلى حين موته أعاذنا الله منه، فهو يجري من ابن آدم مجرى الدم، وعلى خيشومه إذا نام، وعلى قلبه إذا استيقظ، فإذا غفل وسوس، وإذا ذكر الله خنس ويضرب على قافية رأسه إذا نام ثلاث عقد عليك ليل طويل (٣).

ومن الأدلة على ذلك:

عن أَبي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -: سَمِعْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "مَا مِنْ بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إِلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ؛ فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِنْ مَسِّ الشَّيْطَانِ غَيْرَ مَرْيَمَ وَابْنِهَا، ثُمَّ يَقُولُ أبُو هُرَيْرَةَ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: ٣٦] (٤).


(١) البخاري (٧١٧١)، مسلم (٢١٧٥).
(٢) انظر كتاب (عالم الجن والشياطين) لـ د/ عمر الأشقر، بتصرف.
(٣) عمدة القاري (٢/ ٢٦٩).
(٤) البخاري (٣٤٣١)، مسلم (٢٣٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>