حدثت في الماضي، ويظن هذا السارق أن الملك سيقوم بمعركة في المستقبل، فيذهب لأعداء الملك ليخبرهم بالتجهز لتلك المعركة.
ثانيًا: ربما يغضب الملك لاجتراء السارق أن يستمع لحديثه (مع أن الحديث يشبه الحالة الأولى تمامًا)، ولكنه أراد أن يعاقب السارق في هذه الحالة، أما في الحالة الأولى كان يريد أن يخادع السارق، وللملك في كل هذه الأحوال حكم لأنه ملك حكيم، فعندما يريد أن يؤدب السارق فإنه يأمر أحد وزرائه أن يتتبع هذا السارق، أو أن يرميه أحد الرماة بالنبل ليقضي عليه.
ثالثًا: في كل هذه الأحوال فإن هذا الملك قوي لا يخاف من أعدائه حتى ولو سمعوا كل ما يتحدث به.
وللَّه المثل الأعلى فإن اللَّه يخادع هذه الشياطين التي تسترق السمع حتى تنزل بعض ما يستمعون إليه إلى السحرة، وإذا أراد أن يعاقبهم فيعاقبهم.
[الوجه العاشر: الملائكة في الكتاب المقدس تحرس الجنة معهم أدوات عقاب.]
قال ذلك حكاية عن الجن، وليس المعنى كما فهم مثيرو هذه الشبهة؛ وإنما المعنى هو أن اللَّه جعل على السماء حراسًا من الملائكة، وخلق لهم أدوات عقاب تناسب أجسام الشياطين وهى الشهب، فإذا جاء شيطان رماه أحد الملائكة بشهاب وليست الشهب كواكب كالقمر والشمس، وإنما هى أدوات عقاب كالسيف في يد الجندى المحارب.
وفي الإصحاح الثالث من سفر التكوين. (أن اللَّه لما طرد آدم من الجنة وهى جنة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، أقام شرقى جنة عدن ملائكة تسمى الكروبيم، ووضع لهيب سيف متقلب في أياديهم لحراسة طريق شجرة الحياة: (فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها، فطرد الإنسان، وأقام شرقى جنة عدن الكروبيم،