كتاب موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام

١٥ - شبهة: معرفة الجنين. - الوجه الثاني: الإعجاز العلمي للقرآن والسنة في دلالة (غيض الأرحام). - ج: 12 - ص: 507

رجع على الموعد فوجدهم أخطأ وعاقبهم بالسجن والقتل؟ فهيا أخبروه ليسافر.

٩ - كثيرًا من تصرفات أدعياء العلم الحديث تدل على جهلهم بحال ما في الأرحام، ومن ذلك فعلهم وقولهم تطعيم ضد كذا من الأمراض؛ لأنهم لا يعلمون هل سيصاب أم لا، ولو علموا لطعموا المصاب فقط، ثم كيف ولو قدر اللَّه له الإصابة لأصيب (١)، وإذا كان الحال هذا فما ذنب السليم في علم اللَّه أن يطعم بنوع من الفيروسات لمقاومة فيروس لم يقدر أن يحل في بدنه أصلًا، فهذا دليل على الجهل القائم على الاحتمالات والظنون؛ وإن كنا لا نذمهم على هذا، فهو من باب الاحتياط والأخذ بالأسباب.

فظهر للقارئ بما ذكرنا أن هذه كلها أوجه من العلم بما تحمل كل أنثى تفرد رب العزة بعلمها، ولا يمكن أن يعلمها غيره وأن ما علموه إنما هو شيء من قبيل الشهادة لا من قبيل الغيب لأنهم يستخدمون أجهزة تكشف لهم فيرون، فإذا رأوه لم يكن من قبيل علم الغيب أصلًا، ثم إن الذي في البطن أو الرحم إذا لم يخلقه اللَّه فهل يعلموه؟ فالأولى بهم أن لا يتعرضوا لمناقشة هذه الثوابت لأنها تدل على جهلهم حتى بالعلم الحديث، واللَّه الهادي.

الوجه الثاني: الإعجاز العلمي للقرآن والسنة في دلالة (غيض الأرحام). (٢)

[ملخص البحث]

يتناول هذا البحث تحرير معنى غيض الأرحام عند علماء اللغة ومفسري القرآن الكريم، ثم مطابقة هذا المعنى مع حقائق علم الأجنة الحديث، وقد توصل البحث إلى أن غيض الأرحام: هو السقط الناقص للأجنة قبل تمام خلقها، أو هو ما تفسده الأرحام فتجعله كالماء الذي تبتلعه الأرض، أو هو هلاك الحمل أو تضاؤله أو اضمحلاله؛ وهذا المعنى يتوافق مع الإسقاط التلقائي المبكر للأجنة حينما تهلك ويلفظها الرحم، أو تغور وتختفي تماما من داخله.

---

(١) لكن قد يكون من باب الأخذ بالأسباب.
(٢) أصل هذا الوجه مقال في مجلة الإعجاز العلمي د. عبد الجواد الصاوي.