للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي لم يشهدها! ؟ . (١)

٢ - ثم إن إنجيل متى يذكر متى العشار مرتين، ولم يُشر من قريب أو بعيد إلى أنه الكاتب، فقد ذكر اسمه وسط قائمة التلاميذ الاثني عشر، ولم يجعله أولًا ولا آخرًا، ثم لما تحدث عن اتباعه للمسيح استخدم صيغة الغائب، فقال: "وَفِيمَا يَسُوعُ مجتازٌ مِنْ هُنَاكَ، رَأَى إِنْسَانًا جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الجبَايَة، اسْمُهُ مَتَّى. فَقَال لَهُ: "اتْبَعْنِي". فَقَامَ وَتَبِعَهُ." (متى ٩/ ٩).

ولو كان متى هو الكاتب لقال: "قال لي"، "تبعته"، "رآني"، فدل ذلك على أن متى ليس هو كاتب الإنجيل.

٣ - ثم إن التمعن في الإنجيل يبين مدى الثقافة التوراتية الواسعة التي جعلت منه أكثر الإنجيليين اهتمامًا بالنبوءات التوراتية عن المسيح، وهذا لا يتصور أن يصدر من عامل ضرائب، فهذا الكاتب لن يكون متى العشار.

يقول أ. تريكو في شرحه للعهد الجديد (١٩٦٠ م): إن الاعتقاد بأن متى هو عشار في كفر ناحوم ناداه عيسى ليتعلم منه، لم يعد مقبولًا، خلافًا لما يزعمه آباء الكنيسة. (٢)

[منكرو نسبة الإنجيل إلى التلميذ متى.]

وقد أنكر كثير من علماء المسيحية في القديم والحديث صحة نسبة الإنجيل إلى متى، يقول فاستس في القرن الرابع: "إن الإنجيل المنسوب إلى متى ليس من تصنيفه"، وكذا يرى القديس وليمس. والأب ديدون في كتابه "حياة المسيح".

ويقول ج ب فيلبس في مقدمته لإنجيل متى: "نسب التراث القديم هذه البشارة إلى الحواري متى، ولكن معظم علماء اليوم يرفضون هذا الرأي".

ويقول البرفسور هارنج: إن إنجيل متى ليس من تأليف متى الحواري، بل هو لمؤلف مجهول أخفى شخصيته لغرض ما.


(١) انظر: مناظرتان في استكهولم، أحمد ديدات (٦٦)، اليهودية والمسيحية، محمد الأعظمي (٣٢١)، الكتب المقدسة بين الصحة والتحريف (١٢٦)، والمدخل إلى العهد الجديد، القس: فهيم عزيز (٢٤٤) نقلًا عن المصدر السابق.
(٢) التوراة والإنجيل والقرآن والعلم، موريس بوكاي، ص (٨٠ - ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>