للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٦ - الله يسير أمام بني إسرائيل ليلًا ونهارا حتى يهديهم إلى الطريق في برية صين:

تزعم التوراة أن الله عندما غضب على بني إسرائيل لرفضهم دخول الأرض المقدسة التي كتب الله لهم، أتاهم في صحراء سينا (برية صين). ولكنه مع ذلك لم يتركهم لأنهم شعبه وابنه البكر الأثير لديه جدًّا مهما فعلوا. لذلك كان يسير أمامهم في الطريق ليلًا ونهارا حتى لا يضلوا. ورغم هذا الجهد الجبار لم يستطع حسب زعمهم أن يدلهم على الطريق لمدة أربعين عامًا.

جاء في سفر الخروج (١٣ - ٢٠): "وَارْتَحَلُوا مِنْ سُكُّوتَ وَنَزَلُوا فِي إِيثَامَ فِي طَرَفِ الْبَرِّيَّةِ. وَكَانَ الرَّبُّ يَسِيرُ أَمَامَهُمْ نَهَارًا فِي عَمُودِ سَحَابٍ لِيَهْدِيَهُمْ فِي الطَّرِيقِ، وَلَيْلًا فِي عَمُودِ نَارٍ لِيُضِيءَ لَهُمْ. لِكَيْ يَمْشُوا نَهَارًا وَلَيْلًا. لَمْ يَبْرَحْ عَمُودُ السَّحَابِ نَهَارًا وَعَمُودُ النَّارِ لَيْلًا مِنْ أَمَامِ الشَّعْبِ.".

[ثالثا: وصف الله - تعالى - بصفات العجز والجهل]

كما وتنسب النصوص إلى الله أفعالًا كتلك التي تصدر عن البشر بسبب جِبلتهم وضعفهم الذي خلقهم الله عليه:

١ - ومن ذلك عجز الإله عند مصارعة يعقوب، يقول سفر التكوين: "فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ، وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. وَلمَّا رَأَى أَنَّهُ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ، فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. وَقَال: "أَطْلِقْنِي، لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ". فَقَال: "لَا أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي". فَقَال لَهُ: "مَا اسْمُكَ؟ " فَقَال: "يَعْقُوبُ". فَقَال: "لَا يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ الله وَالنَّاسِ وَقَدَرْتَ"." (التكوين ٣٢/ ٢٤ - ٢٨).

وتعليقًا على النص يقول محققو نسخة الرهبانية اليسوعية: "المقصود من هذه الرواية الغامضة هو الصراع الجسدي، أي صراع مع الله، يبدو فيه يعقوب الغالب أولًا، لكنه حين عرف طبيعة خصمه السامية اغتصب بركته، مع العلم أن النص يتجنب اسم الرب".

٢ - ومن العجز أيضًا قوله: "وَكَانَ الرَّبُّ مَعَ يَهُوذَا فَمَلَكَ الْجَبَلَ، وَلكِنْ لَمْ يُطْرَدْ

<<  <  ج: ص:  >  >>