[١٠ - شبهة: أخلاق عائشة مع جويرية بنت الحارث رضي الله عنهما.]
[نص الشبهة]
وهي تدور حول مسألتين:
الأولى: قول عائشة -رضي الله عنها- فكرهتها.
الثانية: نظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إليها وهي امرأة أجنبية وامتلاء عينيه من جمالها.
واعتمدوا في هذه الشبهة على هذه الرواية: عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لما قسم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- وكاتبته على نفسها، وكانت امرأة حُلوة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تستعينه في كتابتها، قالت: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها، وعرفت أنه سيرى منها ما رأيت، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس -أو لابن عم له- فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي. قال:"فهل لك في خير من ذلك؟ ". قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال:"أقضي كتابتك وأتزوجك" قالت: نعم يا رسول الله. قال:"قد فعلت". قالت: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس" أصهار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأرسلوا ما بأيديهم، قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة كانت أعظم بركة على قومها منها. (١)
(١) حسن. أخرجه ابن إسحاق في السيرة، ومن طريقه أحمد (٦/ ٢٧٧)، وأبو داود (٣٩٣١) من طريق علي بن مسهر، والبيهقي في الكبرى (٩/ ٧٤) وفي الدلائل من طريق يونس بن بكير، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٢١) من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ، وابن الجارود (٧٠٥) من طريق ابن إدريس، وأبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة باب: جويرية بنت الحارث؛ من طريق إبراهيم بن سعد، والخرائطي في اعتلال القلوب؛ من طريق صدقة بن سابق (٢٨٥) (ستتهم) عن ابن إسحاق قال: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة به. وهذا إسناد رجاله ثقات سوى ابن اسحق، وابن إسحاق حديثه حسن، إذا صرح بالتحديث وانظر: الإرواء (١٢١٢).