{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٢)} [الحجرات: ٢]، فهذا نهي من الله -عَزَّ وَجَلَّ- بعدم رفع الصوت عند مخاطبة النبي، ولا يجهر المخاطب له بالقول بل يخفض الصوت ويخاطبه بالأدب ولين الجانب ويخاطبه بالتعظيم والتكريم والإجلال والإعظام.
٧ - وجوب النصح له - صلى الله عليه وسلم -: قال ابن رجب (١): وأما النصيحة للرسول في حياته فبذل المجهود في طاعته ونصرته ومعاونته وبذل المال إذا أراده والمسارعة إلى محبته، وأما بعد موته، فالعناية بطلب سنته والبحث عن أخلاقه وآدابه وتعظيم أمره ولزوم القيام به وشدة الغضب والإعراض عمن يدين بخلاف سنته والغضب على من صنعها لأثرة دنيا وإن كان متدينًا بها، وحب من كان منه بسبيل من قرابة، أو صهر، أو هجرة، أو نصرة، أو صحبة ساعة من ليل أو نهار على الإسلام والتشبه به في زيه ولباسه، والإيمان به وبما جاء به، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه ..... ونحو ذلك.
ومن النصيحة له - صلى الله عليه وسلم - الذب عن شريعته وحمايتها بألا يزيد فيها أحد ما ليس فيها، أو أن ينتقصها أحد، فيحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية، كل حسب بدعته، وكذلك احترام أصحابه وتعظيمهم ومحبتهم، لأنهم خير القرون فلا يجتمع حب رسول الله والنصح له وبغض أصحابه أو أحد منهم، فمن سب الصحابة فقد قدح في الدين، لأنهم هم الذين بلغوا دين الله -عَزَّ وَجَلَّ- بعد وفاة نبيه وفي ذلك قدح لله -عَزَّ وَجَلَّ- وسب له، وتشكيك في حكمته تعالى، فالله جل وعلا قد اختار لنبيه ولحمل دينه من هم أهل لذلك لأن الله تعالى تكفل بحفظ دينه، وهيئ له من العلماء من يبلغوه إلى الناس، فالأمة لا تجتمع على ضلالة. فمن النصح له محبة أصحابه لأنهم هم الذين بلغوا عنه هذا الدين، فرضي الله عنهم أجمعين. فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد ما غرد طير وصاح، وصلي على محمد ما أظلم ليل وأشرق صباح.