للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١ - عند الوثنيين]

جاء في كتاب "حياة بوذا الصيامية" تأليف مونكيور كونوي الصيني (١): "والكائن العظيم بوذا جرَّد نفسه في الزهد لدرجة عدم الأكل (أي صام)، والتنفس أيضًا ... فأتى الأمير مارا (أي أمير الشياطين) وقصد تجربة بوذا مرارًا عديدة مدعيًا الشفقة والحنو عليه، وقال لبوذا: "انتبه يا أيها الكائن العظيم فإن حالتك محزنة لكل من يراك، وقد نحلت لحد لا يوصف ... فإنك تمارس الرذيلة وتعانيه باطلًا وإنى أرى ألا تبقى هنا كثيرًا ... فأجابه الكائن العظيم بوذا: "انتبه يا مارا (أي يا أمير الشياطين)، ... ، تروم إجباري على ترك الناس بغير مرشد حتى لا يكونون في مأمن من دهائك، فاذهب عني".

وجرَّب الشيطان زروستر ووعده بمواعيد عظيمة إذا اطاعه واعتمد عليه، ولكن تجاربه ذهبت سدى.

وجرَّب الشيطان أيضًا "كوتز لكوتل" مخلص البرازيليين المولود من عذراء وصام أيضًا أربعين يومًا.

وكان اليونانيون حينما يريدون معرفة الأسرار الخفية يصومون ويمتنعون عن تناول الطعام الطيب، وينامون على وسادات صلبة خشنة، وبعد ثلاثة أو أربعة أيام من الصوم يتناولون طعامًا مقدسًا (أي باركته كهنتهم).

[٢ - عند النصارى]

جاء في إنجيل متى (٤/ ١ - ١١): "ثُمَّ أُصْعِدَ يَسُوعُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ مِنَ الرُّوحِ لِيُجَرَّبَ مِنْ إِبْلِيسَ. فَبَعْدَ مَا صَامَ أَرْبَعِينَ نَهَارًا وَأَرْبَعِينَ لَيْلَةً، جَاعَ أَخِيرًا. فتقَدَّمَ إِلَيْهِ المجَرِّبُ وَقَال لَهُ: "إِنْ كُنْتَ ابْنَ الله فَقُلْ أَنْ تَصِيرَ هذِهِ الحجَارَةُ خُبْزًا". فَأَجَابَ وَقَال: "مَكْتُوبٌ: لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ الله". ثُمَّ أَخَذَهُ إِبْلِيسُ إِلَى المدِينَةِ المُقَدَّسَةِ، وَأَوْقَفَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ، وَقَال لَهُ: "إِنْ كُنْتَ ابْنَ الله فَاطْرَحْ نَفْسَكَ إِلَى أَسْفَلُ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنَّهُ يُوصِي مَلَائِكَتَهُ بِكَ، فَعَلَى أيَادِيهِمْ يَحْمِلُونَكَ لِكَيْ لَا تَصْدِمَ بِحَجَرٍ رِجْلَكَ".


(١) (ص ٤٤، ١٧٣، ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>