للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلماذا يتندرون ويسخرون من النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يعلم المسلمين الأدب مع الله تعالى؟ ! ! !

[الوجه الرابع: عقوبة من بصق تجاه القبلة.]

لقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من حديث عن البصاق تجاه القبلة منها:

عن ابن عمر قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يجيء صاحب النخامة في القبلة يوم القيامة وهي في وجهه". (١)

قال الصنعاني: وفي الحديث دلالة على تحريم البصاق إلى القبلة مطلقا، سواء ذلك في المسجد أو في غيره، وعلى المصلي وغيره، "وقد جزم النووي بالمنع في كل حالة داخل الصلاة وخارجها وفي المسجد أو غيره" (٢).

قال الألباني: والأحاديث الواردة في النهي عن البصق في الصلاة تجاه القبلة كثيرة مشهورة في الصحيحين وغيرها، وإنما آثرت هذا دون غيره، لعزته وقلة من أحاط علمه به. ولأن فيه أدبا رفيعا مع الكعبة المشرفة، طالما غفل عنه كثير من الخاصة، فضلا عن العامة، فكم رأيت في أئمة المساجد من يبصق إلى القبلة من نافذة المسجد!

وفي الحديث أيضًا فائدة هامة وهي الإشارة إلى أن النهي عن استقبال القبلة ببول أو غائط؛ إنما هو مطلق يشمل الصحراء والبنيان؛ لأنه إذا أفاد الحديث أن البصق تجاه القبلة لا يجوز مطلقا، فالبول والغائط مستقبلا لها لا يجوز بالأولى. (٣)

* * *


(١) صحيح ابن خزيمة (١٣١٣)، صحيح ابن حبان (١٦٣٨)، قال الألباني في الصحيحة (٣٢٣): والحديث صحيح على كل حال.
(٢) سبل السلام (١/ ٢٣٠).
(٣) السلسلة الصحيحة حديث (٣٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>