للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثله قوله: "٢٦ وَأَقَامُوا فَوْقَهُ رُجْمَةَ حِجَارةٍ عَظِيمَةً إِلَى هذَا الْيَوْمِ. فَرَجَعَ الرَّبُّ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ. وَلذلِكَ دُعِيَ اسْمُ ذلِكَ الْمكَانِ "وَادِيَ عَخُورَ" إِلَى هذَا الْيَوْمِ." (يشوع ٧/ ٢٦).

وقد اعترف بمجهولية كاتب هذا السفر الناقد اليهودي اسبينوزا، وبه أقرت مقدمة الكاثوليك للكتاب المقدس، حيث تقول: "لكن المؤلف المقدس الذي نجهل اسمه وعصره كان ... ". (١)

ثانيًا: سفر القضاة:

ويتحدث السفر عن الفترة التي تلت يشوع والتي سبقت الملكية، وهي فترة مبكرة من تاريخ بني إسرائيل، ونسبه التقليد اليهودي إلى النبي صموئيل آخر قضاة بني إسرائيل.

ولكن السفر يحوي ما يدل على أنه كتب في عهد الملوك فقد جاء فيه " ٢٥ فِي تِلْكَ الأيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ." (القضاة ٢١/ ٢٥).

ونحوه يقول السفر: "٦ وَفِي تِلْكَ الأَيَّام لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ." (القضاة ١٧/ ٦) مما يفهم منه أن الكاتب قد أدرك الملكية، وليس قاضيًا يعيش في عصر القضاة.

وتذكر مقدمة السفر أن كاتبه " يحتمل أن يكون صموئيل"، فهو مجرد احتمال يوافق عليه القس وليم مارش، ويضيف إليه احتمالات أخرى، حيث يرى -كما نقل عنه العلامة رحمة الله الهندي- أن كاتب السفر مجهول وأنه ينسب إلى صموئيل أو عزرا، كما يحتمل أن كل قاض كتب في زمان ولايته.

يقول الأب لوفيفر: إن سفر القضاة أعيدت كتابته وعدلت مرات كثيرة قبل أن يصل إلى صيغته النهائية، وإن أحداثه التاريخية تعوزها الدقة. (٢)

ثالثا: سفر راعوث:


(١) هل العهد القديم كلمة الله؟ (٣٩ - ٤٠) وانظر: إظهار الحق (١/ ١٢٩)، النصرانية في ميزان العقل والإسلام (٨٨ - ٨٩).
(٢) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (١/ ١٣٤)، التوراة عرض وتحليل، فؤاد حسين علي ص (٣٤ - ٣٥)، النصرانية في ميزان العقل والإسلام (٨٩ - ٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>