للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تخرج به عن حضيض جهلها، ولا يجادل في حسنه عاقل، مع الالتزام بالحشمة والصيانة وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب.

الوجه الثاني: على فرض صحة الحديث فهو محمول على ترتب تعليمها فسادًا يضر بها وبالمجتمع.

قال الشوكاني: فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من تعليمها الفساد (١).

قال القرطبي: كذلك تعليم الكتابة ربما كان سببا للفتنة وذلك إذا علمت الكتابة كتبت إلى من تهوى والكتابة عين من العيون بها يبصر الشاهد الغائب والخط هو آثار يده وفي ذلك تعبير عن الضمير بما لا ينطلق به اللسان فهو أبلغ من اللسان فأحب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن ينقطع عنهن أسباب الفتنة تحصينا لهن وطهارة لقلوبهن (٢).

[الوجه الثالث: حرص الإسلام على تعلم وتعليم المرأة.]

إن الإسلام حرص كل الحرص على تعليم المرأة ما تكون به عنصر صلاح وإصلاح في مجتمع إسلامي متطور إلى الكمال، متقدم إلى القوة والمجد، آمن مطمئن سعيد. ولتحقيق هذا الهدف حرص على اشتراكها في المجامع الإسلامية العامة الكبرى منها والصغرى، فأذن لها بحضور صلاة الجماعة، وأن تشهد صلاة الجمعة وخطبتها. ورغبها في أن تشهد صلاة العيد وخطبتها حتى ولو كانت في حالة العذر المانع لها من أداء الصلاة، وأمرها بالحج والعمرة. وحثها على حضور مجالس العلم. وخاطب اللَّه النساء بمثل ما خاطب به الرجال، وجعلهن مندرجات في عموم خطاب الرجال في معظم الأحوال حرصًا على تعليمهن وتثقيفهن وتعريفهن أمور دينهن ومشاركتهن في القضايا العامة.


(١) نيل الأوطار ٩/ ٨٥.
(٢) تفسير القرطبي ٢٠/ ١١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>